|
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
مكة المكرمة ... قصيدة الجمال التي لم تكتب بعد ! |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#11 | ||||||||||||||||
أصدقاء المنتدى
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
مصطفى عكرمة
الشاعر : مصطفى عكرمة
(1) طُفْ بي بمكة َ
طف بي بمكة إني هدني تعبي = واترك عناني فإني هاهنا أربي ودع فؤادي يمرح في مرابعها = ففي مرابعها يغدو فؤاد صبي هنا بمكة آي الله قد نزلت = هنا تربى رسول الله خير نبي هنا الصحابة عاشوا يصنعون لنا = مجدا فريدا على الأيام لم بشبِ هنا أمرغ خدي صبوة وجوى = فتهتف الحور بشرى خدك التربِ هنا اللبانات أقضيها على مهل = ويسكن الصبح بعد الليل على هدبي فإن رأيت على أعتابها شفتي = ذابت فذلك عندي غاية الطلبِ كم هزني الشوق ياخير الديار = وكم عانيت بعدك وجدا دائم السببِ إلا إليك أرى الأشواق تقعد بي = وعند ذكرك أشواقي تحلق بي وعند ذكرك أنسى أنني بشر = وكالملائك أحيا في المدى الرحبِ فتبدعين كياني من تقى و هدى = و لا أحس بما ألقاه من تعبِ وهل يحس ببيت الله أي ضنى = من راح يسأل رب البيت في رهبِ هذا هو البيت .. رب الناس صيره = مهوى القلوب على الأيام والحقبِ ماغير زورته في الدهر ترجع لي = شباب روحي إذا امتدت يد النوبِ رب حنانيك فاكتبها وخذ بيدي = كي يهتف القلب : يافوزي وياطربي واكتب قبولك إن حققت زورتها = أنت المرجى وهذا غاية الطلبِ (2) قف يا لبيب العقل
قف يا لبيب العقل في عرفاتِ = كم فيه من عبرٍ، ومن آياتِ!
مازال عبر الدهر ينمو حبه = مُتجددًا بتجددِ الأوقاتِ لو قُدِّرتْ ذراته لسمتْ على = أضعاف ما في الأرض من ثرواتِ المؤمنون بكل أرضٍ روحُهمْ = تهفو إليه على مدى الساعاتِ ويرون رؤيتهُ نعيمَ حياتهمْ = مهما رأوا فيها من الإعناتِ جناتُ عدنٍ خلفَ حرِّ رمالِه = تدعو أخا الإيمان للجنَّاتِ والروح في عرفاتِ تلقى روحها = والذّاتُ عند البيتِ غيرُ الذاتِ والنفس تسمو كلما نظرتْ له = عن كل ما في الأرض من رغباتِ فهناك في عرفات أمنيةُ المنى = وهنا بمكة غايةُ الغاياتِ من كل فجٍّ أقبلت حجاجُها = ظمأى الحنين.. لهيفةَ النظراتِ جاءت.. وقبل مجيئها طارت بها = أرواحها لمواطن الرحماتِ لا فرق في الأجناس فيما بينها = لا فرق في الأوطان والعاداتِ بالأمس كان الكلُّ يسعى همه = لو نال ما في الأرضِ من لذاتِ واليوم قد هجروا اللذائذ كلها = وتسابقوا للبذلِ والطاعاتِ أشقى العذاب يرونَ فيه عذوبةً = ويرون لفحَ هجيرها نفحاتِ لكأن كل قلوبهم قلبًا غدتْ = وغدت لهاةً سائرُ اللهواتِ الكل للرحمن هلل داعيًا = ولكم ترى التهليل بالعبراتِ آيات ربك لا تعدُّ.. وكلُّها = تدعوك للتفكير في الآياتِ! لبيك وحّدت اللغات كأنها = أصلٌ لما في الأرضِ من كلماتِ لبيك أفئدةٌ تذوب بقولها = لتصوغ من لبيك حبل نجاةِ يا فوز من لبى وعاشت روحُه = أحلى ثواني العمر في عرفاتِ | ||||||||||||||||
________________________________________
| |||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#12 | ||||||||||||||||
أصدقاء المنتدى
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
محمود محمد كلزي
الشاعر: محمود محمد كلزي
بوادٍ غير ذي زرع فؤادي = هوى حباً وقد لبى المنادي
كأن من الخليل أتى صداه = ينادي : يارؤوفا بالعباد لقد أسكنت من ذريتي من = أخاف عليهم سوء الحصاد لعل الله يرزقهم غلالا = من الثمرات تغمر كل واد فسبحان الذي أسرى بعبد = إلى بلد تسامى في البلاد إلى جبل سما في كبرياء = وطاب على مشارفه رقادي إلى أم القرى طارت عيوني = وحطت عند مزدلف وسادي رأيت النور يشرق من شعاب = تضوع عطرها بين الوهاد وكان عرار نجد من شذاها = وكان شميمها بوح البوادي لقد آنست في الحرمين نورا = وفرقانا مبينا خير هاد وعند الكعبة الغراء روحي = أتت حجرا تألق بالسواد دنت منه تقبله بشوق = وتعلم انه خير الجماد وقد رويت بتقبيل شفاهي = كما شفيت جراح بالضماد وطافت حوله الأرواح تترى = لتنعم بالهداية والرشاد همى شلال ضوء من سناها = وأيقظ جمرة بين الرماد تناءت عن مشارفها ضلوعي = وحط على مطارفها فؤادي | ||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#13 | ||||||||||||||||
أصدقاء المنتدى
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
عبدالله الجعيدي
الشاعر : عبدالله الجعيدي
يا كعبة العشاق
قل للحجيج قدحتمو أشواقي = قل للحجيج متى يحين تلاقِ
قل للحجيج هناك صب عاشق = في مصر يرجو فوزه بلحاقِ هي غاية مقصودة نسعى لها = فالناس بين تنافس وسباقِ فيض من الإحساس سيل هادر = شمس من الأضواء والإشراقِ درب عريق رائع متألق = يمشي عليه أجلّ وفد رفاقِ عصف الغرام خاطري وأهاجني = وأسال وجداني على أوراقي ماللمرام نأي ببين هكذا = ماللطريق إليه في إغلاقِ هل تبصر البيت العتيق نواظري = وتجول في روضاته أحداقي القلب يهفو بالحنين ومهجتي = في البعد تشكو لوعة الإحراقِ يا ويلتي عبث اجوى بأضالعي = والروح بين حناجر وتراقي في ظلمة أُصلَى بجمر صبابتي = في موج بحر مشاعري الدفاقِ ظمآن تعصرني بمصر لهفة = ولدى الحجاز أرى هناك الساقي دَنًفي عليل مثقل بمواجعي = كم من طبيب في جواري راقِ يأيها الدكتور دعك من الرُّقي = فبأرض مكة وحدها ترياقي يا كعبة العشاق يا أحلي الهوى = رقي لنا يا كعبة العشاقِ لو كان مهرك بالنفوس فهاكمو = كلي بما أحوي أقل صداقِ من لي بزمزم كى أفوز برشفة = من شهدها المتسلسل الرقراقِ من لي بمثوى المصطفى ومقامه = من لي بطلعة نوره البراقِ فلديّ وجد في الفؤاد مبرح = والدمع يهمي مزمعا إغراقي هدّ الجوانح بالتمني خافقي = وبرى الحشا بهيامه الخفاقِ يا مسعف الحجاج خذني مرة = وامنن عليّ بحجة الإعتاقِ طال الرجاء ولم أحقق مطلبي = فلكم صُددت بحاجز الإملاقِ لو صح لي وصل بأرض أحبتي = أشبعتها لثما وطيب عناقِ لا صبر لي يوما ببعض فراقها = إذ كيف لي بتباعد وفراقِ يا رب قلّت حيلتي فامنن على = عبد يؤمل محض وجه الباقي | ||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#14 | ||||||||||||||||
أصدقاء المنتدى
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
غازي الجمل
الشاعر : غازي الجمل
أشواق قلب
دعـوا عيني تقرّ بكم... دَعوني = ومـن أنـوار مـكـة كـحّلوني
فـرسـم الـكـعـبة الغراء باقٍ = بـأعـيـنـكـم يُشعّ فصدّقوني فـهـاتـوا لي شعاعاً من ضياها = ومـن أنـوارهـا لا تـحرموني وإن حُـرمَتْ من (الغرّاء) عيني = صـلـونـي بـالسّماع فحدّثوني أيـا مـن طـوّفوا بالبيت شوقاً = ولـذتـم فـي حمى البلد الأمين ومـن رقـراقِ زمـزم قد رُويتُم = تـضـلـعـتـمْ به ونسيتموني فـهـاتـوا لي بزمزم شِربَ رِيٍّ = ومـن تـريـاقـهـا فلتسعفوني فـمـا يـقـوى على ظمأٍ فؤادي = وجـمـرُ الـحبّ يلهَبُ بالحنين أفـيـضـوهـا يـلذُّ بها فؤادي = ويـقـطُـر مـن لآلـئها جبيني أفـيـضـوها لأبحرَ في هواها = فـمـا يـمشي على يبَس سفيني فـقـد أطّت على ظهري الخطايا = ولـيـس لها سوى العشقِ الدفين وقـد أضحيتُ في زمر الأضاحي = ولـكـن دون كـبش يفتديني!! وفـي حـلـل البياض لبستموُها = شِـفـا عـيني من الدمع الهتون ألامَـسـتُـم جنابَ الرّكن فيها = وكـنـتـم منه في ركنٍ ركين؟! فـمـدّوا لـي بـأيـدٍ لامـستْه = عـسـى تـحظى بيمناكم يميني وهـل مـسّـت شـفاهكمُ بحقٍ = مـكـانـاً مـسّـه ثغرُ الأمين؟! أم الـعـشّـاق مـوجٌ إثر موجٍ = فـأومـأتم إلى الحجر المصون؟ ألا فـاطّـوفـوا جـسداً وروحاً = وروّوا الـعـين من نور العيون وإن حُـرمتْ من التَّطواف نفسي = بـظـلِّ الـعـاشـقين فطوّفوني رعـاك الله (مـلـتزمَ) الخطايا = فـكـمْ تـقتاتُ بالدمع السخين!! ولا يـرضيكَ إلا الصدقُ يجري = بـقـلـبٍ تـائـبٍ وَلِـهٍ حزين تـفـيـض به القلوبُ لجينَ ماءٍ = وتـصـنـع مـنه حبّاتِ العيون ويـا نـورَ (الـمقام) عليك وشْمٌ = أبـي خـلاّه لـي عـبرَ السنين وحـلّـق (بـالـمـقام) إلى مقامٍ = حِـذا (الـمـعمورِ) يرقى باليقين (أهاجَرُ) كم صبرتِ على بلايا؟! = بـوادٍ غـير ذي زرعٍ... ضنين وكـم كـابدتِ من عطش تلظّى = وطـفـلُك رافضٌ غمضَ العيون وسـعـيـاً في سراب البيد سبعاً = وهـزّ الـمـوتُ بالحبل الوتين وإذ جـبـريلُ هزّ الأرض هزّاً = فـفـجّـرهـا بـماءٍ من معين ويـا عـرفـاتُ يـا جبلاً تباهى = بـأثـواب البياضِ على الحُزون كـأنـك مُـحرِماً في خير ثوب = مـع الـحـجّـاج وضّاء الجبين تـشـابـهت الثياب فلست أدري = أحجّ أنت؟؟.. حارت بي ظنوني ويـا عـجـبـاً لحشرٍ ليس فيه = سـوى زمرِ التقى من أهل ديني كـأنـي بـالـرجالِ طيورُ خُلْدٍ = ويـا طـهرَ النساءِ كحور عين!! ومـا زجـلُ الطيور سوى دعاءٍ = من (الأذكارِ) و(الحصن الحصين) ويـا حِـجْـرَ الذبيح ذبحتَ قلبي = ولـكـن دون تـلٍّ لـلـجـبين فـرفـقـاً فيه من بين الأضاحي = فـقـلـبـي ذاب من حبّي لديني | ||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#15 | ||||||||||||||||
أصدقاء المنتدى
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
محمد المجذوب
الشاعر : محمد المجذوب
في ظلال الكعبة
سـعـيـدٌ أنـا في ظلالِ الحرَمْ = فـلا تـسـألـوني بماذا؟ ولمْ؟
أحـسُّ بـجـسـميَ فوق الأثيرِ = وقـد شـفَّ بل خفَّ حتى انعدَم فـلا عـجـبٌ أن يموتَ البيانُ = ويـعـيـا بـوصف رُؤايَ القلم أكـادُ أرى (هاجَراً) والصغيرَ = ُـروّعُـه الـظـمـأُ الـمحتدِم فـتَـجـري هـناك وتَعدو هنا = وفـي سـمـعِها صرخاتُ الألم تـفـتـش عـن جـرعـةٍ تنقذُ = الـولـيـدَ وتطفئ بعض الضَّرَم وقـد أوشـك الـيـأسُ يجتاحُها = فـتُـسـلـمُ ذا ثـديـهـا للعَدَم ولـكـنَّ ربَّـك لـم يَـنـسَـها = وأدركَـهـا بـجـزيـلِ الـنِّعَم فـذلـك جـبـريلُ يَحبو الثَّرى = بـرِيَّ الـنـفـوس وبُرء السَّقَم يـمـسُّ بـقـادِمـتـيهِ الترابَ = فـيـدفُـقُ بـالـعذب حتى يَطِم وهـا هـي ذي زمـزمُ لا تزال = إلـى الـيـوم والـغدِ وِردَ الأمم وألـمـح ثَـمَّ أبـا الأنـبياء = وبـيـنَ يـديـه فـتـاه الـعَلَم يُـقـيـم قـواعـدَ هـذا البناءِ = وقـد خـطَّطَ الرسمَ باري النَّسَمْ ويـؤمـرُ إذ يـنـتهي أن يُذيعَ = عـلى الكونِ بشرى الذي قد أتَم فـيـهتفُ في الناس: هذا المُقامُ = الـذي شـاء ربُّـكـمُ أن يُـؤَم فـتـنـداحُ صيحتُه في السهولِ = وخـلـفَ الـبـحارِ وفوقَ الأكَم ويـأتـيـه سـعياً وفوق المُتُون = أُولـو الـحـظِّ من كل فجٍّ ويَم وأُبـصرُ "أبرهةً" في الجيوش = ومـن تـحـته الفيلُ طَوداً أشم يُـطـاوِلُ بـالـكـبرياءِ النجومَ = ويـحـسـب في قبضتيهِ السُّدُم يـسـيـر إلـى مـكـةٍ مُنذِراً = بَـنـيَّـتَـهـا بـالـبلاءِ الأعَم ويـيـأس "شـيـبـةُ" مِنْ حَولِه = ومَـن حَـولَـه فـيـنادي: هَلُم دعـوا الـبـيت وانجوا بأنعامِكمْ = فـبـيـتُ الـمـهيمنِ لا يُقتَحَم سـيَـحـمـيـه منهم غداً مثلَما = حـمـاه عـلـى الدَّهر منذُ القِدَم وفـرَّ عـن الـبـيتِ حُرَّاسُه = سـوى واحـدٍ عـيـنُـه لم تَنَم وحـاوَل ذو الـفـيـلِ تسييرَه = إلـى مـكـةٍ فـأبـى وانـهزم عــلــى أنـه كـلـمـا ردَّه = إلـى غـيرِها خفَّ، لا بل هجم وجـاء الـقـضـاءُ بـأجـنادِهِ = مـن الـطـيرِ كالقسطلِ المُدلَهِم فـراحـتْ تَـصُـبُّ مـناقيرُها = عـلـى الـظـالمين رجومَ النِّقَم ومـا هـي إلا الـهنيهاتُ حتى = اسـتـحال الغُزاةُ كعصفٍ هُضِم وتـمـضـي المشاهد حتى أرى = إمـامَ الـنـبـيـينَ يمحو الظُّلَم يـنـاديـ: إلى الله يا ضائعون = ومـن يَـتَّـبِـعْ هَـديَه لم يُضَم وعـن كَـثَـبٍ ندوة المشركينَ = تَـحُـوك لِـحَربِ الحبيبِ التُّهَم وتــرمـي بِـلالاً وإخـوانَـه = مـن الـقـارعـاتِ بسيلٍ عَرِم يـريـدون مـنـهـم ولو لفظةً = تـسـجِّـل نصراً لحزب الصَّنَم فـلا يـسـمـعون من المؤمنينَ = سـوى مـا يضاعفُ تلك الحُمَم! كـأنـي بـآذانـهـم كـلـمـا = دعـاهـا الطغاةُ اعتراها الصَّمَم وألـسُـنـهـمْ كـلـما رُوْوِدَتْ = عـلـى الكفرِ أفضى إليها البَكَم وتـهـتـفـ: "بـل أَحَدٌ أحد" = فـتُـصـغي البِطاحُ وتهفو القِمَم ويـنـطـلـق الرُّوح في مَدِّهِ = إلـى عـالـمٍ قـبـلـه لم يُرَم فـأشـهـدُ عـودَة خـيرِ الأنامِ = إلـى هـا هـنا في ليوثِ الأجَم وقد ذلّلَ اللهُ أعـداءَهُ = فـلـيـس لـهـم دونه مُعتصَم يـقـول لـهم: ما تظنونَ بي؟.. = فـيَـضـرَعُ كـلُّـهـم في ندم: ألـسـت الـجوادَ الذي لا يَزال = يُـقـابـل زلاتِـنـا بـالكرم! أخٌ فـوقَ مـا قـد عَهِدنا الإخاءَ = وفـاءُ وبِـرّاً بـحـق الـرَّحِم فـيـرسـلُـهـا بُشرياتٍ سرتْ = بـسـمـعِ الزمانِ كأشهى النَّغَم: ألا فـاذهـبـوا.. أنـتم الطُّلقاءُ = ولا تـجـزعوا.. لستُ بالمنتقم ويُـومي لرمزِ الضلالِ الذي = عـلـى الـبيت منذُ "لُحَيٍّ" جَثَم فـتَـهـوي الطواغيتُ من فوقهِ = مـنـكَّـسـةً بـعـد ذاك العِظَم كـذلـك يـعـلو بناءُ الأباطيلِ = حـتـى إذا الـحـقُّ جاءَ انهدَم ويُـزجـي بـلالٌ نـشيدَ السماءِ = بـأعـلاه عَـذبـاً يَـهُزُّ الأصم ولـكـنَّ "عتَّابَ" والحائرينَ = يَـرَون بـذاك انـتـهاكَ الحُرم أعـبـدُ أمـيـةَ نـسلُ السوادِ = عـلا الـبيتَ!.. يا لَلبلاءِ العَمم! ولا ريــبَ أن امــرءاً آثـرَ = الـحِـمـامَ عـلـى هذهِ لم يُلم! ويَـهمسُ وابنيْ هشامٍ وحربٍ = حـديـثـاً يَـفـيضُ بمثلِ اللَّمَم وقـد حـسِـبـوا أنـه قد ثَوى = بـأعـمـاقِـهـم حيث لا مُقتَحَم ولـكـنـهـم فـوجـئوا بالنبيِّ = يُـمـيـط الـلـثامَ عن المُكتتَم يُـنَـبِّـئـهـم بـالـذي غَيَّبتْ = صـدورُهـم مـن رهيب الكَلِم فـلا يـسـتـطـيعونَ رداً وقد = دَرَوا أنـه الـحـقُّ مـن ربهم ووافـى "فَـضـالةُ" مستخفياً = ويُـخـفـي وراء الرداء الخَذِم يُـمـنِّـي "مَـنـاةَ" بـألاّ يعودَ = إذا لـم يـخـضِّبه من خيرِ دم! وأطـمـعَـه أنْ رأى المصطفى = نَـجـيَّ الإلـهِ لَـدَى الـمُلتَزَم فـأحـكـمَ قـبضتَه في الحُسامِ = وراحَ يُــراقـبُـهُ مـن أمَـم وهـمَّ ولـكـنْ سـرتْ رِعـدةٌ = بـه تـتـلاشـى لـديـها الهِمَم ولـمـا أتـمَّ الـرسولُ الصلاةَ = تـطـلـعَ فـي وجـههِ وابتسم وأدنـاه يـسـألـهـ: مـا بهِ؟ = فـلـم يـبـدأ الـرد حتى وَجَم فــمـدَّ إلـى صـدره راحـةً = بـلـمـسـتـهـا كم شَقاءٍ حَسَم وعـاد (فَـضـالـةُ) في غَمرةٍ = مـن الـوَجـدِ فوق مجالِ الحُلُم ولـيـس أحـبُّ إلـى قـلـبهِ = مـن المصطفى بعدَ مُحيي الرّمَم! فـفـي لـحـظةٍ طَهُرت روحُه = فـلـيـس لها في سوى الله هَمّْ ويـعـبـرُ بـامـرأةٍ طـالـما = غَـزَتْ قـلـبَـه قـبلَها فانهزم فـتـهـتـفُـ: هـيّا إلى شأنِنا = ويـهـتـفُ: يأبى الهدى والشَّمَمْ تَـنَـحَّـيْ فـبالحقِّ ثاب النُّهى = وبـالـنـور ليلُ الضلالِ انحسَم ولـن يـنـكأ الإثمُ جرحاً أُمِرَّتْ = يـدا أحـمـدٍ فـوقَـه فـالـتأم ولـن يـقربَ الغيُّ صدراً أضاء = جـوانـحَـه حـبُّ خـيرِ الأمم وأمضي وأمضي، ولولا الأذانُ = تـوالـتْ رؤاي فـلـم تَـنفصِم فـلـيـت مـواكـبَـها لم تَكُفَّ = وأحـلامَـهـا البيضَ لم تنصرم ولـكـن حـبـيبٌ نداءُ الصلاةِ = ولا سـيـمـا فـي ظلالِ الحَرَم | ||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#16 | ||||||||||||||||
أصدقاء المنتدى
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
حسن الأمراني
الشاعر : حسن الأمراني
مـن وحي مكة تزدهي أشعاري = وتـفـيـض لحنا رائقا أوتاري
الـوحـي مـنـها جاءنا متلألئا = فـازدانـت الآفـاق بـالأقـمار لم يبق في الأرض الفسيحة بقعة = إلا ارتـوت مـن دافـق الأنوار فـانجابت الظلمات وازدهت الدنا = ألـقـاًً،وزان الطيب خير جرار فـله بأرض الروم شمس حقيقة = ولـه بـأرض الـهند نور سار إقـبـال لـمّا مس خافقه ارتوى = عـشقا، ففاض السحر في القيثار لـولاه لـم تـشرح حمامة أيكة = أشـواقـهـا لـلدوح والأزهار ولـما استرق العشق قلب فراشة = فـهـوت مـسـبّحة بقلب النار أخـتـاه إن نـعـشق فإن إمامنا = قـدمـا أتـى العشّاقَ بالأخبار: من عفّ في درب المحبّة وارتدى = حـلل التقى،أضحى بخير جوار أخـتاه، نور الحق يهْدي خطونا = والـنور في الصحراء نهر جار غنيتْ قلوب الناس يا أخت التقى = حـبـاَ، فما اغتروا بسحر نضار هـل كان غير الحبّ يملأ دربنا = بـالـحسن، بالخيرات،بالإيثار؟ نـبـنـي الحضارة عزة ومهابة = لـكـنّ حـبّ الله خـير شعار | ||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#17 | ||||||||||||||||
أصدقاء المنتدى
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
شريف قاسم
الشاعر : شريف قاسم
مكة المكرمة
عـلاكِ يـامـكة الإسلام في الأُممِ = أغـنـاه وحيُ السّما بالنورِ من قِدمِ
وطـال مـجـدُكِ فـيَّاضًا بلا كدرٍ = بـواسـعِ الجودِ في الدنيا وبالقيمِ رحـيقُ مُزنِ المُنى من فيكِ أعذبُه = يُـشفَى به الدَّنفُ العاني من الوصمِ ولـلـمـثاني وقد جاشتْ مشارعُها = لـم يُزْرَ سلسلُها من شدَّةِ الغتمِ فـأنتِ قطبُ الرَّحى في كلِّ مفخرةٍ = إذْ أنـتِ في حُللٍ أو أنت في شيمِ وقـد حـبـاك إلـهُ الكونِ من كرمٍ = فـيـه الـمـآثـرُ لم تقترْ ولم تجمِ مـطـافُ بـهجتِكِ : التوحيدُ زينتُه = بـه الـنجاةُ مع البشرى لمعتصمِ سلمتِ يومَ اعتدى من قبل أبرهةٌ = ورُدَّ ، والـفـيـلُ لايلوي على قدمِ أخزاه ربُّ الورى ، والجيش أهلكه = رمـيُ الأبابيلِ في الوادي من الحِممِ يحميك ربُّكِ طول الدهرِ من محن = ومـن غـزاةٍ ، وعـينُ اللهِ لم تنمِ وفـتـحُ ربِّـك مـا تـرجوه أُمتُنا = إذا الـشـدائـدُ أعـيـتْها بمصدمِ نـأتـي إلـيـك وقُبحُ الذَّنبِ أثقلنا = لـكـنْ نـؤوبُ بـلا ذنبٍ ولا تهمِ مـشـاعـرُ الحجِّ بالأنوارِ تغمرُنا = وبـالـسرورِ جرى من نائلِ الكرمِ يسمو الإخاءُ بها في حُسنِِ صورتِه = مـودَّةً خـلـصـتْ للهِ لم تثمِ والـناسُ قد راضهم دينٌ و وحَّدهم = عـلـى الـهـدايةِ والإيثارِ والشَّممِ فـفـيـك بيتٌ سمتْ بالطُّهرِ رفعتُه = مـبـاركُ الـنـفحاتِ اعتدَّ بالعِظَمِ بـيـتُ النَّدى والهدى والتَّوْبِ بوَّأه = ربُّ الـبـريَّـةِ فـيها خيرَ مغتَنَمِ فـلا مُـكـاء ولا في البيتِ تصدية = ولـيـس مـن نُصُبٍ فيه ولا صنمِ دانـتْ لـه أُمَّـةُ الإسـلامِ قاطبةً = مـن الأعـاربِ والإفـرنجِ والعجمِ وكـلُّ مَـنْ أَمَّـهُ بـالصدقِ أكرمه = بـالـبـرِّ خـالقُه من فضلِه العممِ ومَـنْ تـوجَّـه لـلـرحمنِ أكسبَه = صـدقُ الـتَّـوجُهِ نورًا غيرَ منكتمِ وعـاشَ في فيءِ خيرٍ آمنا وهدى = لـلـه لا لـلـهوى المنسوجِ بالغُمُمِ ومَـنْ أتـى لـخـداعٍ باءَ مندحرًا = بـالـخزيِ يرسُفُ فيه سيئ الرَّسمِ مـكـانـةُ البيتِ أسمى عند بارئنا = مـن كـلِّ مـحـدثةٍ جاءتْ بغيِّهِمِ ألـيـسـتِ الـقـبلةُ الغرَّاءُ كعبتَنا = ولـلطوافِ بها معنى لذي الحِكمِ ؟! والـحـجُّ والـعمرةُ امتازا لأهلهما = بـوافـرِ العفوِ يشفي القلبَ من سقمِ والـنـفـسُ طهَّرها غفرانُ خالقِها = مـن زلَّـةٍ عظمتْ أو سوءِ ملتطمِ يـعـودُ مَن حجَّ مغفورَ الذُّنوبِ له = فـي الـحشرِ منزلةٌ أبهى من الأُطُمِ مـسـتـبـشرا بنعيمٍ ليسَ يُفزعُه = يـومٌ تـشـيبُ به الولدانُ من دُهُمِ فـقـد قـلى المللَ النكراءَ في زمنٍ = تـوشَّـحـتْ فيه ذاتُ الظُّلمِ بالظُّلَمِ يـامـكَّة الأمنِ والإيمانِ ما برحتْ = قـلـوبُـنـا تفتدي دينَ الهدى بدمِ لـسـنا المجازيعَ إن حلَّتْ بنا محنٌ = ولـن نـهـونَ لـشَّرٍ غيرِ منحسمِ جـئـنـا نـحـجُّ وفي أحنائنا ألأمٌ = مـن الـسـنين التي أنَّتْ من الألمِ نـرومُـه فـرجًـا من عندِ بارئِنا = إذ شـابَ مـفرقُنا من وطأةِ الغسمِ والـلـيـل طـال على آفاقِ أُمتِنا = وطالَ عبءُ السُّرى في غيهبِ السَّأمِ يـامـكـةُ : الأملُ الممراحُ ناغمنا = والـروحُ تهزجُ رغمَ الضِّيقِ بالهممِ مـازال فـي البيِّناتِ النُّورُ يمنحُنا = أحـلـى الـيقينِ بما للدينِ من ذِممِ نـطـوفُ بالبيتِ أو نسعى وأدمعُنا = فـي غيرِ هذا الحمى لم تجرِ أو تهمِ وهـاهـنـا العبراتُ اليومَ نسكبُها = حـبًّـا وخوفًا وشوقًأ غيرَ منصرمِ وفـي سـنى عرفاتِ الخيرِ هيدبُه = روَّى جـوانـحَـنـا من وابلٍ هممِ عـسـى الـرحيمُ الذي ناجتْه أفئدةٌ = يـمـنُّ بـالعفوِ فالآمالُ لم تئمِ تـبـاركَ اللهُ يـومَ اخـتارَ كعبتَه = فـي بـطـنِ واديك إذ واتاه بالنَّعمِ مـشـى الـنبيُّ به فاخضرَّ مبتهجًا = بـشـرعـةِ اللهِ ذا جودٍ على الأُممِ يـاربِّ جـنِّـبْهُ من شرٍّ ومن فتنٍ = واحـفـظْ مـشاعرَه بالأمنِ والسَّلمِ واحـفـظْ شـريعتَك الغرَّاءَ عاليةً = وانـصـرْ بها ركبَنا في كلِّ مقتَحَمِ لـم نحنِ هامتَنا في وجهِ مَنْ ظلموا = ولـلـفـجـائـعِ صولاتٌ وللدُّهمِ وإنـهـا وجـأتْ أكبادَنا ، وطوتْ = قيودُها اليومَ أهلَ الفضلِ بالنَّخمِ وعـرَّجـتْ بـرزايـاها على قيمٍ = فـي كـفِّ مـفتَتَنٍ من قومِنا خصِمِ لـكـنَّـنـا وهدى الرحمنِ يعصمُنا = مـن غـيِّ مـنزَلَقٍ للمفسدين نُمي قـد انـتـضـينا لها أسيافَ عزَّتِنا = باللهِ فـاسـتدبرتْ في ثوبِ منفحِمِ مَـنْ كان من زمزمِ التوحيدِ مشربُه = فـلـيـس يـرهـقُه ميدانُ بغيِهِمِ ومَـنْ مـشـى خلفَ هادينا وقائدِنا = مـحمَّدِ المصطفى لم يخشَ من حدمِ لـلـدهـرِ دورتُـه ، فانظرْ تقلُّبَه = بـإذنِ ربِّك ذي الأقدارِ عن كثمِ واصـبـرْ لـحكمتِه في كلِّ حالكةٍ = فـأنـتَ بالدينِ والتقوى على القِممِ تـهـافـتتْ قوَّةُ العادي وما ملكتْ = إلا الـبـوارَ بـتـيهِ العارِ والرَّغمِ فـاسـتـبشري أُمَّةَ الإسلامِ إنَّ لنا = ربًّا يغارُ على الأخيارِ والعُصُمِ لـن يـفلتَ البغيُ من آتي عقوبتِه = وإنْ تـحـصَّـنَ بـالأجنادِ والأجمِ مـازال ربُّـك بالمرصادِ فانتظرنْ = يـومَ الـخـلاصِ ففيه البرُّ بالقسمِ | ||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#18 | ||||||||||||||||
أصدقاء المنتدى
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
النتشة
الشاعر : أبو المعتصم بالله يوسف النتشة
نورٌ من الحرمين
أتـاني من حمى الحرمين نور ُ = بـأنـسـام مـطـهـرة يزورُ
تـرِف ُ لـه الملائك خاشعات ٌ = تـحـف ُ به الأزاهر والطيور ُ فـتـلـبـيـة وتـكبير ٌ وذكر = وألـحـان ٌ يـميس لها الأثير ُ وحـطَّ رحـاله بصميم ِ قلبي = فـكـاد شـغـافـه لهفا يطيرُ وهـدهـد َ مقلتي الحرّى ضياه = وكـفـكـف عبرتي منه العبيرُ ألا يـانـور كـعـبـتنا أغثني = فـحسبي ما تضيق به الصدور ُ وهـب لي جذْوة ً تحيي كياني = لـعـل شـمـوع أيامي تنير ُ يـسـيـر الناس حجا واعتمارا = وأرمـقهم ْ ... ولكن لا أسير ُ ! ويـمـضي العمرعاما بعد عام = وقـلبي رهن َ غصّته أسير ُ ! يـراوح ُ بين حرمان ٍ وشوق ٍ = وتـحصره البنادق ُ والجُسور ُ فـيا ركب الحجيج إليك وجدي = نوى ً في أضلعي وأسى ً يثورُ ركـبـتم بحرَكم رهوا ً وبحري = عـبـاب ٌ فـي مواجعه يمور ُ فـهـل ْ لي نسمة من عطر طه = عـسـى قلبي بنفحتها يدورُ ؟ وهـل لي عرق نخل من رباها = يـظلل مهجتي وندى ً طهور ُ ؟ فيـانـور الحجاز َ فداك روحي = وقـلـبي والجوانح ُ والشعور ُ وحـسـبي ياصديقي َ ما دهاني = مـن الزفَرات ِِ .. والله البصيرُ فـخذني في جناحك خفقَ صب ٍ = فـإن جـنـاح أحلامي كسير ُ وهب لي في رحالك عش َّ قلب ٍ = فـيـحـمـلني وقد عزّ المسيرُ أطـوف الـبيت سبعا ثم أسعى = أدور مـع الـحجيج كما تدور ُ وأشـرب زمزما تسري بروحي = لِـما شربت ْ.. ويكفيني العبير ُُ وأسـجد في المقام شغاف قلب ٍ = فـيـا للقلب ... والدنيا شعورُ أكَـبـرُ خـالـقـي وله ألبي = أنـاجي الطير.. ألثمه... أطير ُ أمـتـع ناظري َّ بكل صوب ٍ = وأمـضـي حـيثما قلبي يُشير ُ وأسـكـب نبع أشواقي وحبي = حـنـانا ليس ينضب أو يغور ُ فـهل تخبو المواجع في فؤادي = ويـسـكن ُ في مكامنه الهديرُ ؟ وهـل يا زائري يصفو زماني = ويـبسم في جناحيك البشير ُ ؟ وأنـعم ُ في حمى الحرمين يوما = بـمـا يـهوى الفؤاد ويستجير ُ فـتـزهـرُ بين جنبي َّ الأماني = ويشرق فجر أحلامي النضير ُ ؟ | ||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#19 | ||||||||||||||||
أصدقاء المنتدى
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
محمّد الروكي
الشاعر : محمّد الروكي
في ظلال رحلة قدسيّة
لمكّـة أشواقٌ تَهُـزُّ حياتي = وأطيب أنفاسٍ من النفحاتِ
وفي مكّة الغرّاء بيتٌ وقبلةٌ = نُيمّمها بالطُّهر في الصَّلواتِ لمكّة في قلبي مقامٌ مُعظّـمٌ = أديـنُ به لله في الخلـواتِ لمكّة في عقلي مكانٌ مقدّسٌ = أقوم به للفكر في الجلـواتِ لمكّة في عيني سوادٌ وبُؤبو = فلستُ أرى إلا بها خطواتيِ سلامٌ وأشواقٌ وألفُ تحيّةٍ = لمكّة أزجيها مع العبـراتِ سلامٌ على أرض الحبيب محمّدٍ = يبلغه منّي شذى بسماتـي ألم تَرَنِي لمّا دُعيتُ لندوةٍ = بها سبقت أنفاسيَ الحركاتِ من المغرب الأقصى توجّهتُ شطرها = أُغالبُ أوهاق السُّرى بثباتِ إلى ندوةٍ ألقَتْ علينا ظلالها = تلقّفها الأسماع في سكناتِ بحوثٌ وأفكارٌ شَفَيْنَ غليلنا = وجَلَيْنَ للأخلاق منكشفاتِ تطارحها بالجِدِّ والحُبِّ صفوةٌ = من العلماء المخلصين ثقاتِ وتَوَّجَها من بعد ذلك حَجَّةٌ = مع الإخوة الأخيارِ والأخواتِ سعينا إليها مُحْرِمين جماعة = نُلبّي ونستهدي إلى عرفاتِ إلى عرفاتِ الله حطّت قلوبنا = نطهّرها بالذكر والدّعواتِ ولمّا أناخ الليل فينا بِكَلْكَلٍ = نفرنا ازدلفنا نجمع الحصياتِ وسرنا إلى موجِ الحجيج إلى منىً = رمينا بها في منتهى الجمراتِ ورُحنا إلى البيت الحرام تلهُّفًا = نطوف ونسعى نبتغي الرحماتِ فيا ربّنا اقبلها حنانيك حجّة = وأجْزِل لنا فيها من الحسناتِ ويا ربّنا اجعلها بفضلك توبة = نَصُوحًا تُزيحُ الغَمَّ والكُرُباتِ ويا ربّنا اكتب لي بمكّة عودة = أروي بها منها صدى زفراتي فمكّة تجري في دمائي وأعظُمي = ومكّة أَفْديها بكلّ حيـاتي فيا ربّـنا فاشهـد فإنّـي أُحبُّها = بقلبي وأنفاسي ومجمعُ ذاتي ويا ربّنا فارجع إلى الرُّشد أمّة = تزُجُّ بها الأهواء في النكباتِ فهذي فلسطين الحبيبة تصطلي = بنارٍ مبيدٍ للسلام وعاتِ وهذي بلاد الرَّافدين تدفقت = عليها دماءٌ تُسْتَقى بتراتِ وهذي بلادُ الله شرقًا ومغربًا = تنوء من الآهاتِ والحسراتِ فيا مكّة الأنوار جودي بعطفةٍ = على أمّةٍ تنسابُ في الفلواتِ ويا مكّة القرآن مُدّي لها يدًا = تُخَلِّصُها من سطوةِ الغمراتِ أعيدي إليها النور بعد دُجُنَّةٍ = ورُدّي إليها الصحو بعد سباتِ | ||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#20 | ||||||||||||||||
أصدقاء المنتدى
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
الصابوني
الشاعر : محمد ضياء الدين الصابوني
يا أهل مكة
أتيت بيتك يا رباه في ظمأ = وحرقة الشوق في الأضلاع تكويني
وطفت بالبيت والأشواق عاصفة = والحب يدفعني والوجد يدنيني فموجة من حشود القوم تقذفني = وموجة من كرام الناس تقصيني حتى إذا بلغت نفسي ملامسه = من بعد لأي وجهد كان يضنيني قبلته وفؤادي كله لهف = وخلت روحي تسمو في عليين كم قبلته شفاه قبلنا سلفت = من الصحابة والغر الميأمين عقيل شعرت أني قد قبلت ثغرهم = وأنني هائم مثل السلاطين أتيت بيتك في شوق وفي لهف = ونشوة الحب للتقبيل تغريني يا أهل " مكة " حيا الله عنصركم = أنتم كرام ومن قوم وفيين أجدادكم فتحوا الدنيا بعدلهم = كانوا مع الحق في كل الأحايين يا أهل " مكة " إني قد عرفتكمُ = أهل الصلاح وأهل الفضل والدين أني أكِنُ لكم حبا وعاطفة = وصادق الود في عمق وتمكين ما فكر القلب يوما في سلوكم = لا والذي خلق الإنسان من طين لكم وددت بان أحظى بقربكم = وأن أكون كليلي للمحبين هل تذكرون لقاء ضم صفوتكم = وإن قلبي فيكم جد مفتون وكم قضينا سويعات السرور معا = والدهر ذو شدة حينا وذو لين ! أحباب قلبي انتم منتهى أملي = وكم تمشى هواكم في شرايني أن لم تريحوا فؤادا من هواجسه = فمن لقلب طويل البث محزون ؟ يا جيرة " البيت " أن الله فضلكم = و ( أهل طيبة ) بالتقوى والدين عرفتكم فعرفت الفضل شيمتكم = ونلت بركم كل الأحايين وكم غمرتم نفوساً في محبتكم = لا زلتم موئلا للمجد في الدين لاعيب فيكم سوى أن الغريب بكم = يقضي الليالي في أنس وفي لين صلى الإله على الهادي وعترته = ( محمد ) صاحب الأخلاق في ( نون ) | ||||||||||||||||
![]() |
![]() |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
الساعة الآن 04:44 AM