وكانت العوائل المكاوية تدرب أطفالها على أدب الضيافة فلا نسأل الغريب من أي البقاع أنت؟ ومتى الرحيل! وكنا نجلس على الأرصفة أطفالاً نراقب كيف تمر الحضارات وكان أهالينا يختزلون طبائع الطيور فينا ويؤكدون علينا ألا يعبر الشارع الغريب وحيداً فقد يتوه.
وكنا نتسابق في الحج أن تلتصق أيدينا بيد الغريب نساعده في الوصول إلى البيت الحرام وكان الغريب عندما يرحل يترك لنا ما يدل عليه حضارة وخرائط وعناوين وتذكارات جميلة فالفستق الحلبي والزعفران الإيراني والدشداشة المغربية والبلح العراقي والمستكة العماني والقبقاب الفاطمي والبن اليمني والصابون النابلسي والكنزة الصوفية الأردنية والشال الفلسطيني والزعتر اللبناني والكركديه السوداني..
كانت مفردات تغص بها الخزائن المكاوية، أيام جميلة لازلت أحتفظ بها داخل ثلاجة الذاكرة أصبحت أختلق الأعذار المختلفة عندما أنام لأحلم بتفاصيلها الصغيرة والتي إن ضاعت ضعنا.
د. فؤاد مصطفى عزب
ابن الحرم .. مشكور على الموضوع الرائع .. الذي يحمل الكثير من المعاني والقيم ..
والشكر موصول للدكتور فؤاد عزب .. فعلا نحن في زمن تبدلت فيه كل الامور واصبحنا نعيش واقع غير جميل
فاليوم اصبحت الامور متناقضه ..واصبحت اللهجه يغلب عليها الغرور والكبر والجشع وارياء ..وانعدمت المروئه عند الكثير..
الحديث يطول ويطول ولكن...نكتفي بذلك ..
|