منتديات مكاوي

منتديات مكاوي (https://forum.makkawi.com/index.php)
-   الرواق الأدبي (https://forum.makkawi.com/forumdisplay.php?f=13)
-   -   مكة المكرمة ... قصيدة الجمال التي لم تكتب بعد ! (https://forum.makkawi.com/showthread.php?t=60550)

خالد 21 Feb 2008 12:27 PM

الغزاوي
 
الشاعر أحمد بن إبراهيم الغزاوي ( شاعر من مكة)
شمس الصباح بمكة

نظرتُ إليها والعتامُ يحوطُهَا = وقد حجَبَ (الأَحداقَ) منها شُعاعَها
فما خلتُها والصبحُ فيها فما انجلى = سوى أنها في (التَّمِّ بدرٌ) أشاعَها
هي الشمسُ والأقمارُ منها ولائدٌ = فكيف بها؟ منها تغشَّتْ قِناعَها
لشن هي يوماً بالغَمام تلفَّعتْ = فيا طالمَا في الصَّحو مُدتْ شرِاعُها
كذلك شأنُ الناسِ تَبدو صِفاتُهم = وتَخفى ويَستوحي (الذكاءُ) طِباعَها
(جواهرُ) يَعلوها الصدى فيُحيلُها = إلى (عَرَضٍ) مهما اعتراها أضَاعها
وما النفسُ إلا كائنٌ في (مُحيطِهِ) = عوالمُ شتى وهي تَبغي انتزاعَها
وما إن لها في الأرضِ إلا اهتداؤها = إلى (اللَّهِ) والدنيا تزيع متاعَها
وما أحسَبُ الأعمارَ إلا وسيلةً = إلى (الخيرِ) مهما استقبلتْه أطاعَها

إنَّها الشمسُ

زمت الأرضُ - والتقت "بهداها" = بينَ "بطحاءَ مكةَ".. ورباها!
واستهلتْ بها (الفجاج).. وعجت = (بالملبينَ). شاقهم أخشباها؟!
رحبتْ بالوفود من كل صقْعٍ = وأفاضتْ بسعيهم "مروتاها"؟!
وكأن الآفاقَ راحةُ كفٍ = وهي منها "اليدانِ" بل يمناها؟!
جعل الله "بيتَه" - للبرايا = "حرماً آمناً" بها وحماها!
أنها (الأمنُ والمثابةُ) - حقاً = نص آيات ربنا - لا تضاهى!
(مهبطُ الوحي) لم يزِلْ يتنادى = "بالمثاني"، قد فصلت و"حراها"؟!
"قبلةُ المسلمين" - شرقاً وغرباً = شادها ربُّهم لهم - وارتضاها!
"مأرِزُ الدين" يهرعونَ إليه = منذ لبى - "خليله".. وبناها
كل فرض.. يُقام.. بل كُلُّ نفلٍ = هو "تلقاءها" ينص، جباها؟!
لم يدْنس أديمها الرجس يوماً = بعد أن طهرت.. وطاب ثراها؟!
هي للركعِ السجود.. وما هم = غير من.. أخلصوا.. وكانوا فداها؟!

خالد 21 Feb 2008 12:40 PM

إبراهيم فودة
 
الشاعر : إبراهيم أمين فودة ( شاعر من مكة)

قصة النور

اسمعوا. اسمعوا. فهذا حراء = يتهادى - مهلِّلاً - يتكلم!!
إن فيه "النبي" يستقبل الوحي = و "جبريل" بالهدى يترنّم
وعلى الأرض للسماء لقاء = هو للأرض في السموات سُلَّم
غَطَّةٌ ثم غَطَّةٌ يلتقي الروحان = فيها، والنور بالنور مُفْعَم
و "حراء" في قمّة الأرض تيّاه = علاء - وتحت "أحمد" أسلم
وسرى النور سابحاً في الدياجي = يولج الليل في النهار، ويقحم
و "حراء" منارة يسطع الإشعاع = منها، والشمسُ و "الغار" توأم
واستنار الوجود، وانجابت الظلمة = والليل بالضياء تَبرّم!!
ومشى "موكب الرسالة" ينداح = نشيداً إلى الحياة الأقوم
فاسمعوا. اسمعوا. فهذا "حراء" = يتهادى - مهلّلاً - يتكلم
اسمعوه. ذكرى تَردَّد في الكون = صداها في كل جيل ومَعْلَم
غير أن الذكرى على مشهد الأبصار = حسٌّ أسمى، وصوت مُضَخّم
اسمعوه مُردِّداً "قصة النور" = تغشّى قلب النبي الملهم
اسمعوه! .. يقول في غير زهو = كيف يزهو من كان للعلم منجم؟!
ها هنا كان للسماء التقاء = برسول به الرسالات تختم
أمر الله مصطفاه "أن اقرأ" = وبها بدء وحيه حين علّم
أنا رمز لها بكل فؤاد = كَرَّم الله شأنَه فتعلم
أنا رمز لها بكل لسان = هذبته بلاغة فتسنّم
أنا رَمْزٌ لها على كل كف = خط في الطرس باليراع ونمنم
أنا رمز لها رؤى كل عين = أبصرت نور ربها غير مبهم
يا بَنيّ الكرام، في منهل النور = "أبو النور" قد أطلّ وسَلّم
بارك الله جمعكم في حمى "البيت" = ونلتم من فضله كل مغنم
أنا، و "البيت" و "المشاعر" ترنو = ولقد طال ما تنظرت ملجم
كلنا أعين تَبُصّ، وأفواه = دعاء، وحب قلب مغرم
بشرونا بالعلم مطلع يوم = سرمدي السناء لا يَتَلَعْثَم
فَجِّروا شمسه: شعاعاً على الأرض = منيراً، مُشَتِّتا كلَّ أعَتم
فجروا شمسه: ضياء على الكون = شفاء لكل أعمى وأبكم
فجروا شمسه: لهيباً على الشر = يصوغ الحياة خيراً مجسم
فجروا شمسه: خيوط معان = تبذر الحب في القلوب فتنعم
ما شقاء الأحياء في كل جيل = غير حصد الأحقاد أسوأ مغرم
فجروا شمسه: "طيور أبابيل" = تدك العدوان أيان خيّم
فجروا شمسه: دروعاً وألغاماً = تصون الأقداس من كل مأثم
إننا نسمع الأنين من القدس = فيندى له الجبين، ويندم
أنا، "والبيت" ، "والمشاعر" نرنو = ولقد طال ما تنظرت ملجم
غير أن الآمال - وهي بصيص = أيقظت جاثم المنى فتكلم
يا أبا النور! .. مرحباً، قد أفقنا = ومشينا على الخطى نترسم
إن تعظنا - وطبت واعظ صدق = فعظات الأيام قد كن ألم
أثخنتنا الأحداث - وهي جراح = غير أن الإيمان كان البلسم
أو يطل ليلنا فقد أشرق الصبح = مضيئاً على الربى، وتَبَسّم
وابتدأنا بداية الوحي في الأرض = "أن اقرأ" نتلو الكتاب لنعلم
واقتبسنا هدي النبي مضاء = قهر الخصم في النضال وأفحم
فترانا في ساحة العلم والنور = وفوداً تترى، وحشداً عرمرم
قد حملنا الأقلام، والحق، والعزم = سلاحاً به السلاح تحَطَّم
وحملنا السلاح رداً على البغي = سلاحاً مُعَلَّماً غير أغشم
وسنمضي على الطريق جنوداً = في سنا الحق والهدى نتقدم
هو وعد الإيمان في مأرز الإيمان = حق في المؤمنين مَحَتَّم
علم الله أننا نعشق الحق = وأنا عبيره نَتَنَسَّم
ولنا النصر، ما استجابت إلى الله = نفوس، فالله بالوعد ألزم
يا "بناة الأجيال" !. ما أكرم العبء = حملتم: إرث النبي الأكرم
أن تكونوا صنيع أمس بما فيه = فأنتم صُنّاع ما نتوسم
كلّل الله سعيكم برضاه = وسقى غرسكم هداه وألهم
ورعى "معهداً" يشعشع بالنور = غذاء الأجيال؟ أروى وقوّم
يا "رجال البيان" في أمة الفرقان = هذا أوان أن نَتَفَهّم
شارة الانطلاق من كل قيد = غير حرز الأخلاق والدين أعصم
قد فعلتم ما كان في قدرة الأمس = وتدعون للعطاء الأدسم
واستجابت لنا الحياة وكنا = مثل هذا النهار، لا نتوهّم
فلتكونوا "أعنّة الفكر" يرتاد = رشيداً" فلا يضلّ، ويُهُزمَ
ولتكونوا "رسل الحقيقة والحق" = تذودون عن حياض ومَحُرمَ
ولتكونوا "لسن الهداية والخير" = فعنكم إلى القلوب تترجم
ولتكونوا "صوت الفضيلة" ينساب = رقيقاً إذا أبان وغمغم
قد فعلتم ما كان في قدرة الأمس = وتدعون للعطاء الأدسم
وفّق الله راعياً: يزرع الخير = ويبني بالحب شعباً يُعَظّم
ورعى الله حاكماً: حَكّم العدل = وسَاس الأمور رِفقاً ونَظّم
ورعى الله رائداً: أبصر النهج = قويماً: فما ونى، أو أحجم
ورعى الله قائداً: يصنع النصر = ويعطي للنصر جيشاً مُعَلَّم
بارك الله أمة العرب والإسلام = أهدى لها الفخار، وأنعم
بارك الله أمة جَمّع الظُلْمُ = على الحق شملها: فتلملم
بارك الله "موكباً" يعبر التاريخَ = جسراً ما بين آت، وأقدم
نظر الله، والنبي إليه = فإذا العز والفلاح المَغْنَم

الخيرُ في مَكة

افعل لمكة شيئاً = تشكر عليه وتُؤُجَر
فالمرء حيّاً ومَيْتا = بفعله سوف يذكر
والخير في كل أرض = بالطيّبات يُسطّر
لكنه في رباها = أبقى وأزكى وأكبر
والجود ليس نقوداً = فحسب بل هو أكثر
والجود بالنفس أسمى = معنى العطاء وأطهر
والمال للروح نِدٌّ = عند الثرى يُقَدّر
لأنه جهد عمر= أفناه فيه ووفر
لكنه ليس شيئاً = إلا إذا هو أثمر
كذلك العلم يزكو = بأهله حين ينشر
فباذل من نهاه = أو باذل المال يشكر
كلاهما يبذر الخير = - وهذا بذا يُؤَزر

خالد 21 Feb 2008 12:50 PM

مصطفى زقزوق
 
الشاعر : مصطفى زقزوق ( شاعر من مكة)
حرمة البيت العتيق


قف بالطوافِ على الخطيئة نادما = واخضع لربك خاشعاً مستسلما
وأمام هذا البيتِ كنْ متأدبا = تجد العنايةَ والسلامـةَ مغنمـا
واشرب دواء الداءِ ماءً شافيـاً = ما زالَ زمزمُ للمواجعِ بلسما
من جاءَ مكةَ خشيـةً ومهابـةً = ويلحُّ في طلبِ الرضا مسترحما
فالله ذو فضلٍ وصاحبُ مِنَّةٍ = سبحانهُ يُعطي ويَعفو دائمـا
فمن اتقاهُ وخـاضَ في آلائِـه = عاشَ الحياة مُكرّماً ومُنعّمـا
ولكلِّ معتصمٍ به فـي رحمـةٍ = ويفوزُ بالحُسنى لهُ من أسلمـا
ثم الصلاةُ علـى النبـي وآلـهِ = تِعدادِ من صلى عليه وسلمـا

أمُ القرَى

هو الحبُّ من "أمِّ القرى" = تطوف به الأنسام حيناً وتنشدُ
وتَشْهد أن اللّه لا ربَّ غيره = على منكريه. والرسولُ محمّدُ
أقام بأمر الله نهجاً وشرعةً = محجَّته البيضاءً تصفو وترشدُ
لكَمْ دكَّ أنفَ الكبرياءِ بسيفِه = فلا الشركُ منصوباً ولا اللاتُ تُعبدُ
وحين ارتقى السبعَ الطباقَ تحفُّهُ = ملائكُ من نور. وقلبٌ موحِّدُ
رأى ما رأى من آيةٍ قدسيةٍ = فما زاغ منه الطرف والله يشهدُ
فأرسله فينا نذيراً وهادياً = بلى أنه فينا رسولٌ وسيِّدُ
وأحمد فينا طيبٌ من سلالَةٍ = لها في قديمِ المجْد فضلٌ وسؤددُ
شهدنا وما زلنا بنفس قريرةٍ = نرى الدِين حقاً والظلام يُبَدَّدُ
يطوف على أرجائنا كل وافدٍ = وكل الذي يرجو النِجادة يُنْجَدُ
أقمنا بهذا البيت ما بين عابدٍ = وآخر بالذكر المجيدِ يُردِّدُ
وللقربِ أسبابٌ نعبُّ معينها = كؤوساً من التقوى وشهداً يُبرَّدُ
تسبِّح للّه القلوبُ وإنَّها = لها عند باب اللّه حظٌّ وموعدُ
نفوز من البيت الحرام برحمةٍ = فَمنْ غيرنا يحظى بهذا ويَسعدُ
هنيئاً وهذا الحب نبعُ صفائنا = فطوبى لأهل الأرض شِربٌ وموردُ
وأيامنا خيرٌ وأمنٌ لخائفٍ = فلا الجوع يلقانا ولا الشر يُحشدُ
فلا ظلمَ بعد اليوم ما دامَ بيننا = وفينا كتاب اللّه بالعدل يُقصدُ
محاذرةً فالموت ومضةُ بارقٍ = إذا هان بين الناس والموت يَحصدُ
هنالك تُجزى كل نفس حسابَها = فإمَّا نعيمٌ أو عذابٌ مُؤكَّدُ
لكل مسيءٍ بيننا من نهايةٍ = يوسِّدُه العفو الجميل المؤبدُ
فيارب لا تهتكْ لنا ستَر عورةٍ = فإنا لهذا الكشف لا نَتجَلَّدُ
وهيِّءْ لنا بالعفو منكَ عنايةً = فحاشا لأبواب العناية تُوصدُ
ويا رب فاغفر ما يكون وحسبنا = رضاك. فإنا لا نُرد ونُطرَدُ
وأهلاً بأهل الفقه ما طاف وافدٌ = وما لاذ بالبيت المحرم سُجّدُ
فيجمعنا ربي بأفياء جنةٍ = ونفرح بالحسنى ومجدٍ يُخَلَّدُ
فتنشر فينا الحورُ إحسان منعمٍ = كأني به درٌّ ومسكٌ وعَسْجدُ
يذود الكرى هذا المقام وإنَّها = نسائمُ تسعى للأنام وتُوفدُ
وأول ما نهدي صلاةً ودعوةً = مباركةً مدرارها يتجددُ
وآخر دعوانا أن الحمد، ربنا = تقبَّلَ مِنَّا ما يليقُ ويُحمدُ

خالد 21 Feb 2008 12:59 PM

القرشي
 
الأديب : حسن عبدالله القرشي

(1)

تفتق عن راحتيها الصباح = وشعشع في شفتيها القمرْ
وأزهت بها الشمس فوق البطاح = وجن بها الليل حلو الصور
وفيها انجلى الحق للعالمين = وفاض الضياء بها وانتشر
بها كعبة الله طافت بها = قلوب تحن وأزهت عصر
أيا جبل النور كم ذا شهدت = من المعجزات وكم ذا ظهر
تحدث ففي الغار شع اليقين = وقد تنطق الذكريات الحجر
أيا قمة فوق هام الخلود = سمت بسناها الشذي العطر
إذا ما ارتقيت إليك انطوى = بحسي الزمان وكل البصر
وخففت وطئي أن يستقر = أما سار فيك نبي البشر
وكم تعبد ثبت الجنان = يزين محياه أسمى أثر
إلى أن طل على الكائنات = كإطلالة الفجر بعد السحر
أطل وفي بردتيه الضياء = ونبع من الحق عذب السور

(2)

أيُّ فجرٍ مُرقرق في شعوري = أي ُّ عطر مرفرف في ضميري؟
أي هدي ترعى صداه السماوا ت = شفاء لظامىء مستجير؟
أي ذكرى شعت هنا لرسول الله = دفاقة الشذا والحبور؟
إنها راية الإله تجلت = هي بشرى هزت جنان العصور
في يديها النعيم للمؤمن البر = وللجاحدين أعتى سعير!
شاقني والسنا يخضل جفني = وفي القلوب خشية للقدير
وبروحي روافد الأمل الضاحي = وروحي هيمانة بالعبير
شاقني موكب الجلال تبدَّى = في ظلال التهليل والتكبير
برحاب البيت المقدس خفت = هتفات إلى العلي الكبير
كلهم لاجىء إليه شريد = أرقته لوافح التفكير
أي وحي يفيض ملء مرائيه = فيجلو غشاوة للضرير
سلوة المخبتين روح المحبين = نشيد المعذب المقهور
نفحات أيان منها خيال = عبقري لشاعر مسحور؟
طفت مالي إلى سواك سبيل = ربِّ فاقبل نجوى فؤادي الكسير
أنا يارب حائر الخطو عان = أتراءى لديك خير مصير
ربِّ فاملأ بنور حبك قلبي = أرتشف كوثر الصفاء النضير

خالد 21 Feb 2008 01:05 PM

ناصر بن مسفر الزهراني - محمد القطبة
 
ناصر بن مسفر الزهراني

من قلب مكة فاض الطهر للأممِ = وأشرق النور يجلو حالك الظلمِ
من قلبها أنهر الإيمان زاكية = تروي بسلسالها الرقراق كل ظمي
من أرضها كل أرض تكتسي حللاً = من الفضائل والأخلاق والشيم
ومن رباها تغنى الكون من طرب = بأحمد خير خلق الله كلهم
جبالها الشامخات الوحي عانقها = فأزهرت بثمار العلم والحكم
من غارها مرت الدنيا بأكملها = بلحظة كان منها مولد القيم
بلحظة ما مضى في الكون مذ خلقت = أجزاؤه مثلها في الفضل والعظم
(اقرأ) تعطر سمع الكون أحرفها = (اقرأ) ومن علم الإنسان بالقلم





محمد القطبة

«أمَّ القرى» أشعل الأشواقَ داعيها=ونازعتني شجونٌ كنتُ أُخفيها
أثار ذكرُكِ في نفسي كوامنَها=فطاف فكري على الأيام يُحييها
وأيقظ الشعرُ أشجاني فأشعلها=ولم أجدْ لي مفرّاً من قوافيها
إني تذكّرتُ في بطحائها زمناً = كنّا به سادةَ الدنيا وحاميها
بالدين والعلم أنشأنا حضارتَنا=وبالعقيدة أرسينا رواسيها
فامتدّ نورُ الهدى بالخير ينشرهُ = على البسيطة قاصيها ودانيها
سلوا الحضارةَ مَنْ أربابُ نهضتها؟ = ومن أزال ظلاماً سادراً فيها؟
أقولها والأسى والنار في كبدي = كنا أساتذة بالعلم نحييها

خالد 21 Feb 2008 01:13 PM

محمد إسماعيل جوهرجي
 
محمد إسماعيل جوهرجي ( شاعر من مكة)
مَكَّتِي وَشَلاَّلُ الضِّيَاءِ

قُمْ حَيِّ ((مكّةَ)) وارْسُم نَاعِمَ الكَلِمِ = يا أيُّها الشّاعرُ الغرِّيدُ في الحَرَمِ
حَيِّ الأُباةَ سُراةَ القومِ مُجْتلياً = مَعازِفَ الشَّوْقِ بالأَشْعارِ والنَّغَمِ
مِن أَرضِ ((مكّة)) شَعّ النّورُ مُؤْتلقاً = وَجْهاً يُجَلِّي عَتَامَ اللّيلِ والسُّدُمِ
هَذا ((حِراءٌ)) على مَرْأى يُطالِعُنا = ِنْديلَ ضَوْءٍ يَفيضُ النُّورَ للأُمَمِ
قدْ خصَّهُ ((اللَّه)) بالتّنزيلِ فَانْقَشَعَتْ = سُودُ الغَمَائِمِ في الأَمْصارِ والتُّخُمِ
وجَاءَ ((جِبْريلُ)) بِالآيات مُعْجِزةً = اقْرَأْ ((مُحمّدُ)) قولَ الحقِّ واستَلِمِ
فَراحَ يَرْكُضُ في خَوفٍ وَمَوجِلَةٍ = لما تَغَشَّاهُ مِنْ نُورٍ وَمِنْ عِظَمِ
قالت ((خَديجةُ)) هلْ تَخْشَى مُجانَفَةً؟ = وَأنْتَ في النّاس تُقري الضَّيفَ من عَدَمِ؟
وَأنْتَ في النّاس أخلاقٌ مُطهَّرةٌ = وَصوْتُ عَدْلٍ.. وبَيْتٌ فارعُ الشَّمَمِ
جاءتْ لـ ((وَرْقَةَ)) تحْكي أَمْرهُ عَجَباً = فقالَ.. لا ضيْرَ يا بْنَ السّادةِ الشُّهُمِ
هذا هُو الحقُّ قدْ بانَتْ دلائلُهُ = فاسْتَلْهِمِ النُّورَ في رِفْقٍ وفي حَمَمِ
يا ليت أنِّي أعيشُ العُمْرَ أطْوَلَهُ = حتى أرى النُّورَ شَفَّافاً على الأُطُمِ
قدْ جاءَ ذِكْرُكَ في التَّوْراةِ مُسْتَبِقاً = يحكي بأنّكَ نُورُ الحقِّ في الظُّلَمِ
مِنْ ((مَهْبِط الوَحي)) فاضَ النُّورُ مُنْتَشراً = يَهْدي الخَلائقَ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَمِ
قوْمي هُمُو الصِّيدُ أهلُ العِلْمِ مَعرِفةً = والنُّبْلِ والرُّشْدِ والإِدْراكِ والفَهَمِ
كانُوا هُداةً إلى التّوحيدِ سَعْيُهُمو = شَدُّوا الرَّكائِبَ لا يخْشَوْنَ مِنْ عَتَمِ
اسْتَنْهَضُوا الدِّينَ في أعماقِهِمْ وَهَجَاً = فكانَ كالنُّورِ يَهديهِم وكَالعَلَمِ
جازوا إلى ((الصِّين)) والإيمانُ مِشْعلُهُم = يَدْعون للحَقِّ والأَخْلاَقِ والكَرَمِ
ما كانَ يَنْشُدُ أَهْلي هَتْكَ مَحْرَمةٍ = أَوْ يَلحقُون مُفِرَّاً واهِيَ القَدَمِ
شَدُّوا الوِثَاقَ على عَزْمٍ يُوحِّدهم = فكان ما كان مِن فَتحٍ.. ومِن عِظَمِ
كم هذَّبوا النَّاسَ بِالأَخْلاَقِ يحفزُهُم = نورٌ مِنَ الدِّين في الأجنَابِ والهِمَمِ
وكان فيهم ((رسولُ اللَّهِ)) سيِّدُنَا = يدعو إلى الحَقِّ في صَبْرٍ وفي وَأَمِ
أسْرى به ((اللَّهُ)) ليلاً والدُّجَى أَلَقٌ = فباتَ يَعْرُجُ للأسْمَى.. مِن القِمَمِ
((بالرُّسْلِ)) صَلَّى إماماً وهو سيِّدُهُمْ = فجاء ذلك إخذَاءً.. لِمُغْتَمِمِ
يا سيِّدَ الخَلقِ مَالي ما أُنَمِّقُهُ = مِن البَيَان سِوَى شعري ومُنتظِمي
لا يبلغُ الشّعرُ مهما كان قائلُهُ = مدحَ ((النَّبيِّ)) ولو فيضاً من الدِّيَمِ
كم بتَّ تدعو إلى التّوحيد مُحتسباً = وتَرْكِ ما كانَ من سَقْطٍ ومِن لَمَمِ
بلغْتَ يا سيِّدي المعْصومَ منزِلةً = لم يرْقَ فيها أُولُوا عزمٍ مِن الأُمَمِ
أوْحى لكَ ((اللَّهُ)) أن بلِّغ رسالَتهُ = فجِئتَ بالحقِّ والتّشريع والحِكَمِ
كم خَصَّكَ ((اللَّهُ)) بالإعْجَازِ فانفجرت = بينَ الأصابع عَيْنٌ عَذْبَةُ الطُّعَمِ
أَسْقَيْتَ صَحْبَكَ والأَنْظارُ شاخصةٌ = تستَلهِمُ النُّورَ بالإحْساسِ كالحُلُمِ
وفي ((حُنينٍ)) يجيء ((الرُّوحُ)) يسْأَلُهُ = هَلْ أسْحقُ القومَ بالأجْبالِ في التُّهمِ؟
فكُنتَ بالرِّفْقِ تدعو رُغم ما جَهلوا = رَبّاهُ.. هَدْياً فإنّ القومَ في صَمَمِ
أَنِرْ ((إلهي)) طريقَ الرُّشْد مُغْتَفِراً = فأَنتَ أكْرَمُ مَن يُرْجى.. لمُعْتصِمِ
حمَلْتَ للنّاسِ دينَ ((اللَّهِ)) مُؤْتَزِراً = بالصَّبْرِ واللِّينِ والأخلاقِ والكرمِ
وَكُنتَ في الرُّسْل آخرَ من يُبلِّغُنَا = رِسالةَ الدِّينِ في بِرٍّ كمُخْتَتِمِ
اخْتاركَ ((اللَّهُ)) للتّوحيدِ تحْمِلُهُ = وللهِداية إكْليلاً.. مِنَ النُّجُمِ
أَفْضَيْتَ للنَّاسِ أنّ ((اللَّهَ)) خالِقُهُم = وليسَ في الحقِّ ما يدعو إلى البَرَمِ
((فاللَّهُ)) حقٌّ ((إلهٌ)) ليس يُعجِزُهُ = كُثْرُ السُّؤال لمنْ يرجوهُ ـ في عَشَمِ
وليس بالعقْل نُحْصي أَمْرَهُ دَرَكاً = فالعقْلُ في النّفْس محدودٌ على نُظُمِ
لكنّما النُّورُ في الأعْماق يُبْصِرُهُ = جَلَّتْ له الذَاتُ عن وصفٍ وعن زَعَمِ
وَيَومَ ((بَدْرٍ)) دعَوْتَ اللَّهَ مُرتَجِياً = نَصراً إلى الدِّينِ لا نصراً لمُغْتَنَمِ
فأَزَرَتْكَ جُنُود ((اللَّهِ)) مُرْسَلَةً = تَرمي بِسَهْمِكَ بُرْكاناً مِنَ الحُمَمِ
حَسْبُ المَلائِكِ أَنْ هَبَّتْ مُناصِرَةً = بأَمْرِ ربِّكَ زِلزالاً.. مِنَ الضَّرَمِ
فكانَ نَصْرٌ على الكفَّارِ مَبْعَثُهُ = صِدقُ العزيمةِ والإِيفَاءِ للذِّمَمِ
فتحت ((مكّة)) تُنجي الدِّينَ من سَفَهٍ = قد عَمَّ بالجهلِ والعُبَّادِ لِلصَّنَمِ
دخلْتها الصُّبْحَ بالتكْبيرِ مُبْتَدِئاً = فأستشْعرَ القومُ آيَ الحُبِّ والرَّأَمِ
فكنتَ أهلاً لما أُعْطيتَ من شَرَفٍ = تُعامِلُ الناسَ في برٍّ وفي رَحِمِ
أزْكَى الصّلاة على ((طه)) مُشَفِّعِنا = والصَّحْبِ والآل.. ما قامتْ على الأَكَمِ
بِيضُ الحَمَائِمِ يَشْدو صوتُها غَرِداً = يفْتَرُّ بالشُّكْرِ والتَّسبيحِ في نَهَمِ
إليكِ يا ((مكَّتي)) والشّوقُ يُلْهِبُني = بين الجَوانِحِ جيّاشاً مِن النَظَمِ
أهدي السّلامَ لأرضٍ طابَ مَسكَنُها = بالأمْنِ بالحُبِّ بالخيراتِ بالنِّعَمِ
مَن ذا يلومُ مُحبَّاً جاء يَنْشُدُها = وَمنْ يلومُ مُشعًّا بالهوى العَرِمِ
يستَنْطقُ البَوْحَ في أعماقِهِ وَلِهاً = ويرْسُمُ الشّعْرَ ألواناً على الأَدَمِ
يسْتَمْسكُ البابَ والأسْتَارَ في أمَلٍ = أن يَقْبَلَ ((اللَّه)) تَوْبَ العائِدِ النَّدِمِ
فـ ((اللَّهُ)) فردٌ ـ إلهُ ـ العرش نَطْلُبُهُ = لما نُحِسُّ من الإحْباطِ.. والأَلَمِ
يا غافِرَ الذَّنْبِ إن النّفسَ مُثْقلةٌ = بما تُواريهِ مِن سَفٍّ ومن كَظَمِ
فكُن وِجَائي ليومٍ بَاتَ يَنْظُرُني = فأَنْتَ أكرَمُ مَن يُرْجَى لِمُنْسَقِمِ
واغْفِرْ ((إلهي)) ذُنُوبي إنَّني طَمِعٌ = لفيضِ جودِكِ بِالإِصفاحِ عن لَممِي
وامْنُنْ على الخلقِ يا ربَّاهُ مغفرةً = من فيضِكِ الثّرِّ تمْحُ زَلَّةَ القَدَمِ

خالد 21 Feb 2008 01:22 PM

جاسم عساكر
 
الشاعر : جاسم محمد عساكر
يامكة الشرف المعظم
سعياً قصدتك للهداية مصدرا = تحدو بي الآمال يا أم القرى
وشددت حبلاً من حبال عقيدتي = حولي، لأغدو بالكمال مخصرا
يتشوق الإيمان بين جوانحى = عزماً يرمم ما تفصم من عرى
ووطأت تربك فاستحلت بأكملي = قلباً من الهدي الرشيد مجوهرا
وقبضت من أثر الرسول بشارتي = لما أتى نحو الأنام مبشرا
أقفو خطى (جبريل) تزهو مثلم = عقد من الشهب الوضاء تنثرا
تذكو بي الأشواق مثل مولع = وطأ المشتاق فانتبه الثرى
وكشفت علماً من علوم محمد = لما تفايض بالشمائل أنهرا
حيث الرسالة وفي أقدس منبع = من كفه فوق الضلالة قد جرى
فتفتقت صم الجبال سنابل = من رحمة لما رواه تفجرا
وتورد الإسلام في أكمامه = خضل السماح شذى يرفرف مزهرا
شبت جوارحه فأصبح يافع = يكسو ملامحه الرشاد فيكبرا
والجاهلية في مراتع غيه = ولت تجر ضلالها المتجبرا
وعلى شموخ المؤمنين ونصرهم = نزل الكتاب: مسهلا وميسرا
فإذا الحياة قصيدة نبوية = الشطرين كان شعارها لن أقهرا
يا مكة المجد الرفيع وقلع الاحرار = نالوا في هواك المفخرا
وتجرعوا كأس العذاب فأدركوا = خلف العذاب من الحلاوة سكرا
دكوا القيود على صخور عزيمة = من روحهم حتى احتووك تحررا
أو تذكرين الحج يوم تدافعت = زمر الخلائق في فنائك محشرا
ما كان ضاق بك المكان كأنما = كانت حدودك من حدودك أكبرا
وأنا على طرق المقام تجردت = روحي لتسبح في الخيال تفكرا
في أي (ألبوم) الطيوف سألتقي = بك كوكباً في ناظري مصورا
وأطوف حول مشاعري متيمنا = بالطهر فيك: مهللاً ومكبرا
وعلى فمي الأشعار تنسج محفل = مما أتوق: موشحاً ومشطرا
تجري على الورق الصقيل فدفتر = شوقاً يزاحم في الصبابة دفترا
وهنا أشدت من القصيد منارة = وأضفت فيك إلى المشاعر مشعرا
وأفقت أدعك ناظرى في صحوة = تأبي لوجه صباحها أن يسترا
ورجعت بالذكرى لسالف أعصرٍ = حتى أسائل عن رؤاك الأعصرا
يا مكة البيت العتيق وزمزم = أبداً يسيل قداسة وتطهرا
سيظل اسمك ما تهرأت الدنى = اسما على كل البقاع موقرا
مابين مروتك الطهورة والصفا = وقف التفكر إذ رأي ما لا أرى
هل كان إبراهيم يرفع لبنة = ويشد بنيان القواعد آجرا
أم كان إبراهيم يرفع عزة = للحق لها حج الهدى وتعمرا
فبرزت أجمل ما تكون صبية = قد صاغها رب الجلال وصورا
حيث الصباح سحابة سالت على = قدميك إذ رف الضياء وأثمرا
ومدارس الآيات حيث تنزلت = للناس تكتب: منهجاً ومقررا
ومنائر التوحيد تصعد سلم = في الأفق فارتحل الظلام وأدبرا
وملائك الإيمان تهبط موكباً = من رحمةٍ بالمكرمات مسورا
قومي امنحي الأجيال وهج هداية = نحو التقدم تستفز القهقرى
استنهض الماضي لأمنح حاضري = من خفق أضلاع الصحابة منبرا
وأشد من أنفاسهم نحو العلا = جسراً يطل على النجوم ومعبرا
وألم من ضوء العقيدة حزمة = وأعيد وجها للحياة منورا
وأصوغ عن (غار) البطولة قصة = عن صاحبين على الكفاح تآزرا
متعاضدين كمنبعين توحدا = فالسلسبيل هوى يؤاخي الكوثرا
فلربما تصحو ضمائر أمة = هرمت تباع إلى المزاد وتشترى
عبقت بك الأزمان مسكاً وانتشى = أفق العوالم من ترابك عنبرا
وتبرج الإصباح فيك حقيقة = تدحو بحجتها الصباح المفترى

خالد 22 Feb 2008 03:05 AM

أحمد العربي
 
الشاعر : أحمد العربي

جيرة الحرم

يا جيرة الحرم المغبوط جيرته = حياكم اللَّه من أهل وخلان
قلدتموني من تكريمكم مننا = تنم عن خلق بالنبل ريان
أوليتموني جميلاً سوف أذكره = مدى الحياة بإكبار وإحسان
لم آت أمراً جليلاً استحق به = ما نلته من حفاوات وشكران
وما بذلت سوى جهد المقل يداً = لموطني ولأبنائي وأخواني
فصادف البذر روضاً طيباً فنما = وطاب منه الجنْي في ظله الجاني
وما بذلت سوى فرض أدين به = لموطن حبه صنو لإيماني
أرض الرسالة والهدى الذي غمرت = أنواره كل ذي لب ووجدان
ومولد المصطفى الهادي الذي سعدت = به البرية من ظلم وطغيان
ولو بذلت له روحي وما ملكت = يداي لم أوفه ما كان أولاني
يا جيرة الحرمين الأقدسين لكم = حبّي وخالص تقديري وعرفاني
وليحفظ اللَّه للحرمين عاهلنا = سعوداً وليبقه ذخراً لعدنان

خالد 22 Feb 2008 03:26 AM

الشامي
 
السيد أحمد محمد الشامي

أم القُرى


بأبي ، وبي "أمُّ القُرى"
بيت الذي خلَقَ الورى

"أمُّ القرى" اختيرتْ على
علمٍ تقدَّسَ جوهرا

كم سافرت فيه العقولُ؛ وكم تهاوَتْ حُسّرا؛
اللهُ من برأ الأوادمَ..
والشموسَ، وصوَّرا..
وله من الأسماء أحسنُ ما يُقال، ولا يُرى؛
في ذلك الوادي الجديب أمازَها وتخيَّرا..
لا في مرابع "ارِّجان" ولا سفوح "سويسرا"!
سرٌّ تعالى كُنهُهُ
وجلالُه أن يَظهَرا
أو أن يُتَرجمَ، أو يُفَسَّر، أو يُفَلْسَف للورى.

خالد 22 Feb 2008 03:39 AM

محمد مصطفى حمام
 
الشاعر : محمد مصطفى حمام

من وحى الحرمين


آنست نور الله جل جلاله = ومشيت حيث مشى النبى وآله
وبلغت أحسن ما تمنى مسلم = وأعز ما يسمو اليه خياله
مكنت من حظى فليس بشاغلى = إدباره عنى و لا إقباله
من يختتم سفر الحياة برجعة = لله طاب ختامه ومآله
فضل من الرحمن كرمنى به = وهو الذى لم تجفنى أفضاله
ما زال ظل الله معتصمى ويا = ويلى اذا امتنعت على ظلاله
يارب جاء اليك يسألك الهدى = عبد له اوزاره وضلاله
قد خال آفاق الحجاز تضيق عن = آثامه وبها تنوء جباله
عبر البحار الى حماك ودمعه = آماله أو دمعه أوجاله
وخطا بأرضك ذاهلا وكأنما = طفقت تطارد خطوه أعماله
حتى اذا البيت المحرم ضمه = قرت بلابله وأصلح باله
يارب قد بلغتنى أملى ومن = آواه بيتك لم تخب آماله
أنزلت فى القلب اللهيف سكينة = لا روعه باق ولا زلزاله
و أنلتنى شرف الطواف وعزه = سبحان ربى لا يغيض نواله
وشفيت شوقى للحطيم وزمزم = والشوق طال على الفؤاد مطاله
ولقد عببت زلال زمزم غاسلا = قلبى به . نعم الغسول زلاله
قد حرم الرى الحرام على دمى = وجرى بزمزم فى الدماء حلاله
ومقام ابراهيم قد جاورته = وله سناه وقدره وجلاله
وسعدت بالحجر الكريم مقبلا = ومجال ازجاء الدعاء مجاله
وطربت للتسبيح من طير الحمى = وهدلت لما شاقنى هداله
هذا الحمى قد كنت بعض حمامه = ولكل شاد فى الورى أمثاله
أنس الحمام الى حتى خلته = لي من كرام الآل أو انا آله
لى شدوه . لى أمنه . ولى اسمه = إن لم يكن لى رسمه وجماله
وخرجت من نسك إلى نسك كما = يهفو لاعذب مورد نهاله
وصحبت موج المحرمين وكلهم = فرح وسربال التقى سرباله
بين الصفا والمروة انبعثوا وهم = عرس يزف نساؤه ورجاله
نشطوا فما ناء المسن بسنه = وقووا فما أعيا الهزيل هزاله
هان الزحام عليهمو فى نسكهم = لا حره يشكى ولا أهواله
الله ربى وهو أرحم راحم = تغنى الحجيج عن الظلال ظلاله
ووقفت فى عرفات أذكر وقفة = هى موثق الإسلام وهى كماله
هى وقفة للمصطفى أرست بها = ركن الحنيف يمينه وشماله
زكى وعلم ثم ودع قومه = وعن الإله ووحيه أقواله
صدق الوداع , ففارق الدنيا إلى = أهل السماء فأحسن استقباله
ما بين أضياف السماء نظيره = ما فى كواكبها الحسان مثاله
ثم ازدلفت الى( منى) والكون يملؤه = السنا والعيد هل هلاله
ونحرت والجمع العظيم مكبر = ودم الذبائح قد جرى سلساله
ورميت بالجمرات إبليس الذي = هو لابن آدم خسره وخباله
وأفضت للبيت العتيق تباركت = أصباحه وتقدست آصاله
ثم اتجهت لطيبة . طوبى لمن = شدت لمثوِ ى النبى رحاله
ولقد مررت بآل بدر خاشعا = من ذا يفوز بحظهم ويناله
قد عز عند الله , منصبهم فهم = عمال دين الله أو أبطاله
وصدحت فى حرم الرسول مؤذنا = والشعر أطلق بالمديح عقاله
فكأننى فى مدحه حسانه = وكأنما أنا فى الاذان بلاله
ووقفت بالصديق جل جهاده = وأعز بأس المسلمين نضاله
وصفا لفخر المرسلين وداده = وزكت لدى الله العلى خلاله
وهتفت بالفاروق يا من نهجه = عدل ومنوال الهدى منواله
من علم الأفيال خشيته ومن = كسرت نصال المشركين نصاله
وذكرت عمار البقيع وكل من = وصلت بأسباب النبى حباله
إن الذين ذكرت , آل محمد = أزواجه ,أبناؤه أنساله
أصهاره , أصحابه أنصاره = والضاربون بسيفه, ورجاله
ما بين مكة والمدينة موسم = لله , قد حفلت بنا أحفاله
على قضيت حقوقه عندى فلا = تركت فرائضه ولا أنفاله
عل المتاب قد ارتضاه البارئ = المتكبر الحى الشديد محاله
وأعاذ حجى من رجيم , همه = إفساد ما قدمت أو إبطاله
على من الفرق السعيد و لست = من فرق شقى أحبطت أعماله
يا من يحب التائبين دعاك من = صدق المتاب فهل يجاب سؤاله؟
المسلمون ودينهم فى محنة = لم يخف حالهمو عليك وحاله
وأراهمو متفرقين كأنهم = جسم سوى مزقت اوصاله
وأراهمو قد مكنوا لعدوهم = فتملكت أعناقهم أغلاله
صال العدو عليهمو متجبرا = واشتد فيهم بطشه ونكاله
وأخال منهم من يخون عهوده = ومن الخيانة جاهه أو ماله
وأخال من فساقهم من غره = إمهال رب العرش لا إهماله
وأخال منهم من يتوب لعلة = فإذا انقضت غلب المتاب ضلاله
يارب ألزمنا صراطك تنصرف = عنا مآسى يومنا ووباله
يا من ينير الروح باهر نوره = ويزف ألوان الجمال جماله


الساعة الآن 12:01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi