منتديات مكاوي

منتديات مكاوي (https://forum.makkawi.com/index.php)
-   الرواق الأدبي (https://forum.makkawi.com/forumdisplay.php?f=13)
-   -   مكة المكرمة ... قصيدة الجمال التي لم تكتب بعد ! (https://forum.makkawi.com/showthread.php?t=60550)

خالد 21 Feb 2008 12:04 AM

البرعي
 
الشيخ : عبدالرحيم البرعي
يا راحلينَ إلى منىً

يا راحلينَ إلى منىً بقيادي = هيجتُمو يومَ الرحيل فؤادي
سرتم وسار دليكم يا وحشتي = والعيس أطربني وصوت الحادي
حرمتمُ جفني المنام لبعدكم = يا ساكنين المنحنى والوادي
فإذا وصلتُم سالمينَ فبلّغوا = منّي السلام أهيلَ ذاك الوادي
وتذكّروا عند الطواف متيماً = صبّاً فني بالشوق والإبعادِ
لي من ربا أطلال مكّة مرغبٌ = فعسى الإلهُ يجودُ لي بمرادي
ويلوحُ لي ما بين زمزم والصفا = عند المقام سمعت صوت منادي
ويقول لي يا نائماً جدَّ السُرى = عرفاتُ تجلو كلّ قلبٍ صادي
تاللَه ما أحلى المبيت على مني = في يوم عيد أشرفِ الأعيادِ
الناسُ قد حجّوا وقد بلغوا المنى = وأنا حججتُ فما بلغتُ مرادي
حجوا وقد غفر الإلهُ ذنوبَهُم = باتوا بِمُزدَلَفَه بغيرِ تمادِ
ذبحوا ضحاياهُم وسال دماؤُها = وأنا المتَيَّمُ قد نحرتُ فؤادي
حلقوا رؤوسَهمو وقصّوا ظُفرَهُم = قَبِلَ المُهَيمنُ توبةَ الأسيادِ
لبسوا ثياب البيض منشور الرّضا = وأنا المتيم قد لبست سوادي
يا ربِّ أنت وصلتَهُم وقطَعتني = فبحقِّهِم يا ربّ حل قيادي
باللَه يا زوّارَ قبرِ محمّدٍ = من كان منكُم رائحٌ أو غادِ
لِتُبلغوا المُختارَ ألفَ تحيّةٍ = من عاشقٍ متقطِّع الأكبادِ
قولوا له عبدُ الرحيم متيِّمٌ = ومفارقُ الأحبابِ والأولادِ
صلّى عليكَ اللَهُ يا علمَ الهدى = ما سارَ ركبٌ أو ترنَّمَ حادِ

خالد 21 Feb 2008 12:07 AM

عمر محمد مسعود
 
عمر محمد مسعود
حُبُّ مكة

لقد رحت للبيت العتيق بلهفة = لألقى أحبائي هنالك ركعا
لألقاهم بين المطاف وزمزم = يعُبون من ماء هنالك مترعا
عشقتك يا بيت الا له مكرما = فقد زاد حبي هاهنا وترعرعا
عشقتك ثاني القبلتين ولم أزل = لبيتك ربي دائما متطلعا
علي لأهل البيت عهد موثق = بحبهم حقا وليس تصنعا
إذا جئت تبغي النور والهدى والتقى = ستلقاه حقا ما أتيت موسعا
فيا نورها الهادي لكل كريمة = جبرت عثار الناس بحراً وأربعا
حببتك كل الحب إني لمدنف = فلا أظهر الرحمن فيك مواجعا
سقى الله رب البيت خير سقائه = أناساً تهيوا للعبادة والدعا
أناجي إلهي أن أظل بمكة = ففيها الهدى والخير يأتي مشرعا
أليست محطاً للقلوب ومسكناً = لكل ندي في القرآن تضلعا
نفاديك بالأهلين يا قبلة الهدى = ويا مأرز الإيمان قدرا ومنبعا
فيا مكتي لا جاءك اليوم خاسر = ولا بزغت شمس له وتفزعا
عليك سلام الله ماهزّ نائح = جناحيه ليلا أو نهارا وأقلعا

خالد 21 Feb 2008 12:09 AM

جار الله
 
الإمام جار الله الزمخشري :

أنا الجار جار الله مكة مركزي = ومضرب أوتادي ومعقد أطنابي
وما كان إلا زورة نهضتي إلي بلاد = بها أوطان أهلي وأحبابي
فلما قضت نفسي ولله درها = لبانة وار زندها غير هياب
كررت إلى بطحاء مكة راجعا = كأني أبو شبلين كر إلى الغاب
فمن يلق في بعض القريات رحله = فأم القرى ملقى رحالي ومنتابي
إذا التصقت في آخر الليل لبتي = بملتزم الأبرار من أيمن الباب
أو التصقت بالمستجار أو التفتت = على الركن أجفاني بسح وتسكابي
فقل لملوك الأرض يلهوا ويلعبوا = فذلك لهوي ما حييت وتلعابي

خالد 21 Feb 2008 12:11 AM

علية الجعَّار
 
الشاعرة : علية الجعَّار

موطن الأمن والحمى والجوار = درة الأرض منبع الأنوارِ
حرم الله أرضها وحباها = من قديم بباهر الأسرارِ
مكة الطهر والسلام تسامى = قدرها فوق سائر الأمصارِ
رحمة الله ظللتها وفيها = من رضا الله أعذب الأنهارِ
كل من جاء للرحاب يلبي = دامع القلب خشية من نارِ
يملأ الأمن قلبه وتنقي = روحه رحمة من الغفارِ

خالد 21 Feb 2008 12:28 AM

الشريفة الهاشمية
 
شاعرة الحرمين : السيدة الشريفة الهاشمية
(1) يامكة النور

يا مكة النور التـي مـا مثلُهـا = بيـن البقـاع بعالِـم الأسبـابِ
يا خير أرض الله جئتُكِ أرتجي = عفو الكريـمِ الواحـد التـوّابِ
أُم القُـرى مهـد النبـيِّ وآلـه = كم قد نُعِـتِّ بصفـوة الألقـابِ
يا مهبط الوحي الشريـفِ بآيـه = بالغارِ ألقى الروحُ بدءَ خِطـابِ
بك كعبةٌ قـد شُرِّفـت بِمكانِهـا = ما بين وادي النورِ خيرُ رحابِ
الله أكبـرُ قـد بـدت أنوارهـا = تزهو بفيض جمالهـا الخـلاّبِ
هي بَهجة الأنظار عنوان التُقـى = مهوى الفؤادِ وملتقـى الألبـابِ
هي مرجع الناس اجتماع وفودهم = والزَورُ بعد الزَورِ نعـم إيـابِ
أرضى بِها اللهُ الرحيمُ رسولـهُ = لتكـون قبلتنـا ليـومِ حسـابِ
ولقد أتينا اليـوم نـورد حبّنـا = بجوار بيـت الله عنـد البـابِ
بتلاوة القـرآن والذكـر الـذي = يشفي عميق الجرح والأوصابِ
يا رب فاجمع شملنا واغفر لنـا = وافتح لنـا يـا فاتـح الأبـوابِ
جئنـاك يـا اللهُ نحمـلُ ذنبنـا = فامح الذنوبَ وداوِ طول غيابـي
أنت السـلامُ فحيِّنـا بسلامكـم = نحيـا بـدار سلامكـم بثـوابِ
واجعل لنا فيها قراراً مُرتضـى = وارزقْ ومُنْ بالخيرِ دون حسابِ
فالبيتُ بيتـك والأمـانُ أمانكـم = والفضلُ فضلك مالك الأسبـابِ
ونعوذ بالرحمن من كُفرٍ ومـن = فقرٍ ومـن قبـرٍ بسـوءِ مـآبِ
وصلاةُ ربي في مَجيـد كتابـه = تغشى نبـي النـور والأطيـابِ
صلّى عليه اللهُ مـا لبّـى النـدا = بين الشعوبِ خلائـطُ الأنسـابِ
وتجمـع العُبّـادُ فـي أرجائهـا = بالحب مثل تجمـع الأصحـابِ
يرجون رحمته وقد تركوا الحِمى = لله لا للـمـالِ والأحـســابِ

(2) من ماء زمزم

من ماء زمزمَ أطفئوا ناري = فلقد أتيتُ بشوقي الضاري
أشكيكمُ حالي وملهبتـي = وأردُّ دمع محاجري الجاري
فارووا بطيب سقائكم ظمأي = واسخوا عليَّ بغير معيارِ
فلأجلكم فارقت كلَّ هوى = ولأجلكم قد كان مشواري
ورميتُ كلَّ علائق خلفي = ونذرتكم عزمي وإصراري
لَمّا تبدى البيت في نظري = قد حُفَّ من أهلٍ و زوّارِ
من حوله العبّادُ في فضلٍ = يتلون من آيٍ وأذكارِ
طافوا ومِلءَ قلوبِهم عَشَمٌ = وسَعَوا بعَونِ عطائه الساري
أيقنتُ أني اليوم في عيدي = وعرفتُ أنّه خير أقداري
وعلمتُ أن السعد عندكُمُ = أنتم مراد القلبِ يا باري
أدركتُ أن العيش دونكُمُ = يعني خواء العمر والدارِ
أنتم محطَّ مُناي أجْمَعُـهُ = في كل مسألةٍ ومضمارِ
أنتم رجائي ، ليس لي أملٌ = غيرَ ابتـغائي عفوَ غفّارِ
ما عاد لي شئٌ ليشغلنـي = غير الصلاةِ بجوفِ أسحارِ
إن لم يكن لجمال طاعتكم = فلمن تكَرَّسُ كلَّ أعمارِ
ولمن يكونُ العسرُ واليُسرُ = ولِمن تكون مبرة الجارِ
بجواركم ألفيت مرحمتي = ولوجهكم أطلقت أشعاري
وصلاة ربي دائماً تغشى = أمَدَ الزمان وبُعد أمصارِ
من جاء بالقرآن معجزةً = خير البرايا ، ليس بالقاري

(3) يا مكّ

يا مكُّ قد أودى الهوى بقلوبنا = فأتاكِ صبٌّ في الغرامِ سقيمُ
للهِ ما صنع النوى بحُشاشةٍ = أشواقُها بين الديارِ تهيمُ
عُدنا إليكِ بلهفةٍ لا تنقضي = قد شفَّنا قبل الوصولِ تُخومُ
جئنا وقد ذُقنا الجوى بفراقِكم = كلُّ الدروبِ إلى هواكِ تؤومُ
هاتي من النسَماتِ ما يشفي الضنى = قد أوجَعتنا في البِعادِ كُلومُ
هاتي من النفَحاتِ ما نحيا به = طال العناءُ وحالُنا مكتومُ
إنّا وإن بعُدت خُطانا إنَّما = قلبي لديكم عاشقٌ ومُقيـمُ
وفدت إليك ببُكرةٍ أراوحُنا = إذ قد دعاها حبك المختومُ
تاقت إلى البيت العتيقِ ونورِهِ = ولساعةٍ نهنا بها ونُقيمُ
كل المباهجِ تبتدي أوقاتُها = عند القُدومِ وقد رعاهُ عليمُ
لمّا نطوفُ بكعبةٍ بجمالها = وبها تجلّى للعبادِ كريمُ
وبسجدةٍ وجبت لأعظمَ صانعٍ = ولبارئٍ بالمؤمنينَ رحيمُ
قد أسعد الحرمُ الجليلُ نفوسَنا = وأحاطَنا بين الربوعِ نعيمُ
يا مكُّ مالي عن رِحابِكِ غُنيةٌ = إن الهناءَ بلا لِقاكِ عديمُ
ثم السلامُ على الحبيبِ بطيبةٍ = فيها أنارَ على الزمانِ يتيمُ
هو قُدوةُ الإنسانِ عِنوانُ التُقى = هو قائدٌ هو رائدٌ و قويمُ
هو دُرّةُ الأيّامِ مِصباحُ الهُدى = ما مثلُ طيبةَ ذي السناءِ نرومُ
أرضُ الأحِبةِ طُرَّةٌ بين الدُنى = طلعت شوارقُ بدرِها ونجومُ
إنَّ الحياةَ وسعدها في زَورةٍ = بركاتُها عبر الزمانِ تدومُ
صلى الإلهُ على النبيِّ وآله = فيضُ الثناءِ عليهُمُ لعميمُ

(4) مَكَّـة

إذا هـلَّ ذوالحجـةِ الْمُزدهِـرْ = ولـبّى النداءَ جُمُـوعُ البشَرْ
تـمنيـتُ مكـةَ ، أنوارَهـا = ووديانـَها والجـبالَ الزُهُـرْ
ففيها الشفاءُ لروحي العـليله = وآهٍ على الفجر لو يسـتمـرْ
تنـعّـم قلـبي بذكر الإلـه = وطافت بفكري جليلُ الصورْ
بدا البيتُ لي عند باب السلامِ = سنـاءَ النفوسِ ونورَ البصـرْ
وزانت صـلاةٌ لنـا عِنـدَهُ = وزادت جـمالاً بِرَجْعِ السُوَرْ
هنـا أبصـر النـورَ إسلامُنا = هنا مَـرَّ حمزةُ ، صاح عُمَـرْ
وكُنّا نعيـشُ كمـا إخـوةٌ = ومَـرَّ زمانٌ كحـلـمٍ عبـَرْ
فجَدَّ لنـا كل حـينٍ لقـاءٌ = بـأزكى مكانٍ رعاهُ القَـدَرْ
وبينَ الحجيـجِ أريجُ الحيـاة = ويا مكـة الخير أشهى مقَـرْ
أيا قاصدين جِوار الحـرمْ = ويا زائـرين الديـار الأغرْ
هبونا دعـاءً لأرواحـنا = تـردّدَ سعياً و عند الحجرْ
سلامي إلى كعبةٍ شُرّفت = تـحلّق حول بِـناها البشرْ
هنيئاً لمن طاف سبعاً بِها = ومن طاف حول سناها ظفرْ
سلامٌ ونفسي تَحِـنُّ لَها = تـود الْقدومَ وما قد قُـدِرْ
سلامي لمن هام عشقاً بِها = ومَن ذاق عبق هـواها عذرْ
إلى كلِّ ركنٍ بأرجـائها = لكل مُصلّى وكل مَـمَـرْ
دعائي لربي العـلي القدير = يعيد الْمُقامَ لمن قد حضرْ
وصلى الإله على المصطفى = إمـام الكرامِ وخير البشرْ
زكاةً لـنا وأسـلافـنا = وأخلافـنا في رواقِ الدهرْ

(5) الكعبة المُشرّفة

تحلّق حولها البشـرُ = فلا بدوٌ ولا حضرُ
ولا عُربٌ ولا عَجَمٌ = وكلُّ الجمعِ مبتدرُ
بأثـوابٍ مُطـهرَّةٍ = وأرواحٍ بِها وطـرُ
هنيـئاً للأُلى قدموا = وطوبى للأُلى ظفروا
فهذي الكعبة الغرّاءُ = زان بِجوفها الحجرُ
بِملقـاها ومَـرآها = يُسَرُّ القلبُ والبصرُ
فيا ربّـي بلبـيكَ = أتيتُ اليـومَ أعتمرُ
فحمدك نعمةٌ عُظمى = وملكك ماله أُطُـرُ
أطوفُ بفرحةٍ سبعاً = وماء العين منهمرُ
بأشواقٍ تعانقنـي = وتَـوقاً بات يستعرُ
يجولُ بِمُهجةٍ حرّى = لطيب رضاك تنتظرُ
تقبّل ربّ طـاعتنا = وهذا القلبُ منفطرُ
وتلكَ نفوسنا وفدتْ = لتستجدي وتعتذَرُ
وتدعو من له دانت = وفوق الخلقِ مُقتدرُ
هزيع الليلِ يُدركنا = بأزكى الذكرِ مُزدهرُ
فما أحلاه من حَرَمٍ = وما أحرى من افتقروا
صلاة الله مولانا = على مَنْ دونهُ القمرُ
على من حفّه الوادي = وحنَّ الجذعُ والشجرُ
نبـيٌ شرَّف الدنيا = بأنـوارٍ بِـها عبروا

خالد 21 Feb 2008 02:02 AM

شاعر مكة : علي أبو العلا
 
شاعر مكة : علي أبو العلا

(1) مكة رحاب الوحي
كم ليال جلّل الوحيُ رُباها = قف.. سل التاريخ.. ينبي عن علاها
مجدها قد فاق أمجاد الورى = وسنا الكون وميض من سناها
علمتني أنشد المجد ونفسي = في حِمى "الكعبة" يزداد تقاها
"مكة" يا قبلة الأرض وحسبي = أن بنى الله كياني من ثراها
"مكة" يا منزل الوحي وضيئاً = غمر الأكوان فازدان بهاها
"مكة" يا مهد آساد الشرى = أخضعوا الآفاق وانقادت ذراها
تربها كالمسك عطراً وعبيراً = وأمان الله قد عمّ حماها
"كعبة" القصاد من حج منيباً = أبلغ النفس من الأجر مناها
ودعا لله في موقفه = "عرفات الله" يحظى من أتاها
بوأ الله لإبراهيم فيها = موضع البيت فلبى وبناها
عندها أذَّن في الناس فقالوا = ربنا "لبيك" ربّي من دعاها
ليس في الأرض مكان مثلها = وبها "زمزم" موصوف دواها
وروابي "المروتين" استقبلت = من سعى لله بدءاً بصفاها
وجبال النور تروي قصصاً = فيه ذكرى خلدّ الدهر رؤاها
حيث ضاء "الغار" من نور نبيّ = دينه السمح.. وكم أحيا دجاها
أشرق التاريخ لما أُنزلت = "اقرأ" وازدان باللفظ حلاها
وتوالى سلسلاً قرآنها = ينذر الأجيال.. للحق دعاها
فهي في ركب الليالي كوكب = وهي للأيام صفو في صفاها
وجبال النور تروي قصصاً = فيه ذكرى خلّد الدهر رؤاها
من كُديّ وكداء أو ثبير= شده "الهجرة" "ثَوْرٌ" فرواها
موطن الفصحى ومنها أشرقت = شُعل التبيان تزهو بحلاها
وبها التوحيد أضحى مشرقاً = لهدى الناس مناراً قد هداها
أهلها قد أمن الله حماهم = في جوار البيت والمولى حماها
هم بنو زمزم كم حجَ إليهم = من وفود الله والبيت دعاها
أمم في كل عام وفدت = لِحمى الديان مأجور خطاها
شهدت أجواؤها في غبطة = "ليلة الإسراء" وازدانت سماها
عندها قد هلّل الكون سروراً = وتهادى الركب والقدس تباهى
رحلة لم يشهد الكون مثيلاً = "لبراق" عبر الأفق سواها
ربيَ الله الذي أسرى بعبدٍ = لرحاب بارك الله ثراها
ربنا لبَّيك إنا قد حججنا = كل نفس آمنت ترجو هداها
ربنا لبّيك والأصوات لبّت = في رحاب الوحي ينساب صداها
ربنا لبّيك إن الحمد فرض = لك والنعمى بكفيك عطاها
ربنا لبّيك لبتّك قلوب = خضعت للعفو قد زاد ظماها
ربنا لبّيك قد لبًّت نفوس = ضلها الذنب وقد عافت شقاها
ربنا أسبغ علينا رحمة = تملأ الأرض ويزدان صفاها

(2) ومضة على جبال النور

يَا مَكَّةَ الخَير.. بي شَوقٌ يُتَيمُني = إلى حِمَاكِ وَيَسْتَهْوي هَوَاكِ دَمي
فَمِنْ ثَرَاكِ نَمَا جسْمِي وَمَقْدِرَتِي = وَرَحمةُ اللهِ جَاءَتْ بي مِنَ العَدَم
فَكُنْتِ مَوطِنَ أحْلامِي.. وتَنْشِئَتِي = بَينَ القَدَاسَةِ عَبرَ الأشْهُر الحُرُم
وحَولَ كَعْبَتِك الغَرَّاء كَمْ سَبَحَتْ = نَفْسِي وَنَاجَتْ لَدَى رُكن وَمُلتَزَم
وكَمْ تَعَهْدَني الإسْلامُ في كَنَفٍ = في مَنْزل الوَحْي وَالأخْلاق وَالقِيَم
إنْ كَانَ كُلُّ مُحبٍّ شَاقَهُ وَطَنٌ = مِثْلي فَحَسْبي جيرَةُ الحَرَم
لئِنْ سَعِدْتُ بأني ابْنُ تُربَتِهَا = فَإنَّني مِنْ ذُنُوبي.. حِيلَتي نَدَمِي
تَطوفُ بيْ ذِكرَيَاتٌ عَنْكِ مَبْعَثُهَا = مُنْذُ الطُفُولَةِ تَمْضِي بي بلا سَأَم
لئِنْ سَعِدْتُ بأني ابْنُ تُربَتِهَا = فَإنَّني مِنْ ذُنُوبي حِيلَتي نَدَمِي
فَلَيسَ مِثْلُكِ يَرْوي الذِكرَيَاتِ عَلى = مَر العُصُور وَمَنْ يَعْلَقُ بهَا يَهم
فَفِيكِ أمُ القُرَى أمْنٌ يُحَسُّ بهِ = كَالبَرء بَعْدَ زَوَال الدَاء وَالسَقَم
وَكَمْ وُفُودٍ لِبَيْتِ اللهِ يَجْمَعُهَا = رُكْنُ العِبَادَةِ عِنْدَ الْخَيْفِ وَالخِيَم
تَرْجُو النَّجَاةَ مِنَ الزَلاتِ انْدَفَعَتْ = عِنْدَ الحطِيم تُنَادِي بَارئَ النَّسَم
تَجمَّعُوا عَرَفَاتُ الله.. مَطْلَبُهُمْ = يَوْمَ الوُقُوفِ وَكُلٌّ لِلمَتَابِ ظَمِي
كُلٌّ سَواسِيةٌ لله.. يَجْمَعُهُمْ = دِينٌ بَل الفَضْلُ لِلرُّجَعَى لِمُغْتَنِم
قَدْ وَحَّدَ اللهُ بالإسْلام مَظْهَرَهُم = لا فَرْقَ في اللوَن مِنْ عُربِ وَمِن عَجَم

(3) أم القرى مولد الرسول

ومِنْكَ أشْرَقَ نُورٌ عَمَّ مَظهَرُهُ = وفَاضَ مِنهُ السَنَا يَعْلوُ عَلَى القِمَم
تَبَسَّمَ الكَونُ مِنْ إشْرَاقِ مَولِدِهِ = صُبحاً يُطيبُ كَفيضَ الهَاطِل العَمِم
يَومٌ أطَلَ عَلَى الدُنيَا.. ببَهجَتِهِ = فالبَاطِلُ انزَاحَ والإشْرَاكُ لم يَدُم
واسْتَرسَلَ البشْرُ.. مُذ هَلَّتْ بَوَادِرُهُ = في صَفْحَةِ الكَونَ بَينَ السَهل والأَكَم
هَلْ غَيرَ مَكةً تَاهَتْ يَومَ مَولِدهِ = وَهيَ التي عَرفتْ في الأرض بالقدِم
بهَا المَلائِكَ طَافَت وَهي حَائِمَةً = في الأفْق وَالطَيرُ يَشدو أجملَ النَغَم
تَزَّينتْ.. وجبَالُ النُور رَاقِصَةٌ = لِفَرحَةِ الكَون بَل لِلفَضْل وَالكَرَم
حَيثُ السَمَاء بهَا الأفْلاكُ سَاهِرَةٌ = وَالموْجُ في البَحْر سَطرٌ رَائع الكلم
لمْ يَشْهَدِ الكَونُ نُوراً مِثْلَ مَولِدِهِ = أكرم بِمشْرق يَوم بَاسِم القَسَم
هَادِي العِبَادِ جميعاً فهوَ خِيْرَتُهُمْ = بَرَاهُ رَبُّ الوَرَى مِنْ خِيرَةِ الأمَم
وَقَالَ إنَّكَ يا طَهَ.. عَلَى خُلُق = مِنَ الصِّفَاتِ عَظِيمُ القَدْر وَالشِيَم
كَفَى برَبِ الوَرَى آياتُهُ شَهدَتْ = لِسيِّدِ الخَلْق.. بالأخلاق والعِظَم
وَقَالَ صَلُّوا عَلَيهِ.. وَهْوَ آمِرُنَا = وَسَلِّمُوا تَسْلَمُوا في أحْلَكِ الغَمَم
ومِنْ بَشَائِر طَهَ.. يَومَ مَولِدِهِ = خَوَارقٌ جَمَّةُ الإعجَاز والحِكَم
اهْتَزَ إيوَانُ كِسْرَى بَعْدَ عِزَّتِهِ = وأصْبَحَ القَومُ في هَم وَفي غَمَم
وفارسٌ بَعْدَ ألْفِ نَارُهُم خَمَدَتْ = ثم البُحَيرةَ غَاضَتْ فَهْي كَالعَدَم

(4) وهذه قصيدة للشاعر علي أبو العلا قالها في حفل أقامه المطوفون حضره وزير الحج :

هم أهل مكة إن فكرت أكثرهم = مطوف همه حج وأركانُ
خصائص في دماهم منذ نشأتهم = تجري ويدفعها دين وإيمان
بها الغني يضحي وهو مغتبط = قبل الفقير ويشقى وهو جذلان
وتلك دعوة إبراهيم قد كتبت = لأهل مكة من للبيت جيران
قالوا المطوف قلت الكد صنعته = وكل ما قيل عنه فهو بهتان
وهمه خدمة الحجاج وهو لها = مجند حوله أهل وخلان
وفوق ذلك يلقي اللوم وهو إذا = فكرت في أمره فالحال تعبان
أجر المساكن مرهون بتعرفةٍ = والماء من فوقها والفَرْشُ ألوان
فكيف نطلب منه فوق قدرته = ونحن نعلم عنه فهو إنسان؟

خالد 21 Feb 2008 02:30 AM

صالح سعيد الزهراني
 
د.صالح سعيد الزهراني
مجموعة شعرية بعنوان " تضاريس الجلال "

(1)

هذه الأرجاءُ ذَرّاتُ الحنين = من حصاها شعّ فجرُ المؤمنين
إنها (مكة) أسفارُ هدىً = قبلةُ الدنيا ، وعشقُ المتقين
من هنا (اقرأ) أدارت قصّةً = هانتِ الدنيا ، و(اقرأ) لاتهون
وهنا التأريخ قلبٌ وارفٌ = نبضُهُ (زمزمُ) و (البيتُ الأمين)

(2)

ربِّ يامَن عرفتَ مافي السريرهْ = صُن بلاداً في قلبِ شبه الجزيرهْ
وأجِرها ، واحفظْ عليها هداها = ياإلهي ، واكتبْ لها خير سيرهْ
ووجوهاً جاءت تريدُ جواراً = ياإلهي : هبْها جواراً وجيره
ربِّ ، وارزق هذي البلادَ برزقٍ = إنّ نعماك للعبادِ وفيرهْ
فاستجاب الرحمنُ ، وانداح فجرٌ = وتهادتْ فيه الجموع الغفيرهْ
غرقت في البياض ، وهي تلبي = بنداءٍ ، تريد أزكى شعيره
قال ربي : كوني ، فكانتْ جلالاً = في ظلال الإيمان تغفو قريرهْ
كسر الله من أراد بها السوءَ = فخابت كل الوجوهِ الكسيرهْ
كيف تخشى البلاد من ألف باغٍ = وهي دوماً بربها مستجيرهْ

(3)

جاء في قلبه أجلُّ المعاني = مستجيباً للواحد الديّانِ
دعْهما هاهنا ، وإني رقيبٌ = ليس يخفى عليّ ماذا تعاني
أمكثا ، إنني أُمرتُ بهذا = فأجابت : متى يكون التداني؟
إن يكن أمرهُ إليك تعالى = فستغدو الصحراءُ أحلى الجِنانِ
واستطال اللظى ، ومكةُ لفحٌ = ظَمَأٌ يستطيلُ مثل الدُّخانِ
ورضيعٌ يبكي ، ولهفةَ أمٍّ = فوق لفح الرمضاء لفحُ الحنانِ
فيَنِزُّ النَّميرُ بالركضِ نهراً = لؤلؤياً يُطفي لظى الظمآنِ
وتطير البطاح شوقاً إليه = وعلى زمزمٍ تحطُّ الأماني
كل عسرٍ بالله يغدو يسيراً = علمتنا حلاوةُ الإيمانِ
يابطاحَ الجلالِ كوني مداراً = للمعالي ، ودوحةً للأمانِ

(4)

(زمزمٌ) وابتدتْ بشارات عيدِ = بصباحٍ زاهيْ المحيا جديدِ
كتبتْ للعطاء معنىً جديداً = يتسامى عن رِبْقَةِ التقليدِ
فتنامى في هذه الأرض بذلٌ = كل قلب يقول : هاكم وريدي
سارتِ الخيل للفتوح بأهلي = دون بذل النفوس بذلُ النقودِ
وبلادي من عهد ( تبّعَ) كفٌّ = غمرت بالعطاء كل الوجودِ
وستبقى للخيرِ نهراً طهوراً = لن تنادي : ياساعة الجودِ عودي
إن كفَّ الكريمِ تندى وتخشى = وبلادي تقول : هل من مزيدِ ؟

(5)

رؤيا لها (بُصرى) تضئُ جهاتها = وتسير في أنوارها ( صنعاءُ)
و( حراءُ) يكتب للزمان فصولها = وتظلُّ تحفظُ ذكرها ( البطحاءُ)
هذي الجبال السود بين هضابها = لغةٌ يسافرُ خلفها الشعراءُ
أوَ لم يقل شوقي – وشوقي حكمةٌ - : = ( ولد الهدى فالكائناتُ ضياءُ )؟!!
أوَ ما إلى نفَحاتها اشتاقَ الورى = ولَكَم يعزّ على الكثير لقاءُ
أرض ثراها بهجةٌ ، وجبالها = أَلَقٌ ، ونبتُ الأخشبينِ وفاءُ
حنّت إلى الذكر الحكيم ، فلحنُها = ذكرٌ ، وكل ضيوفها قراءُ
الله ألبَسَها الجلالَ ، وحفّها = بالمكرماتِ ، وبعضهنّ الماءُ
ولد الرسولُ بها ، وقبلتهُ بها = واستقبلَ الوحيَ العظيمَ حراءُ
جلّت مكارمها ، بحكمةِ ربها = وتكاثرت من فضلها الأسماءُ

(6)

وهنا تدورُ على البطاحِ حكايةٌ = منسوجةٌ من أنبلِ الوقَفَاتِ
ويجئُ ( أحمدُ) فالصباح بشارةٌ = والكونُ آذانٌ من الإنصاتِ
وعلى(حراءَ) الله ينزلُ هديهُ = عذبَ الحروفِ ، بأروعِ الآياتِ
وتذوبُ مكةُ في البيانِ ، ويبتدي = من هذه البطحاءِ سِفرُ حياةِ
و (محمدٌ ) يبني النفوسَ مهللاً = ويضئُ بدراً في دجى الظلماتِ
و (حراءُ ) يفتحُ للكتابِ أكفّهُ = ويتمّ هذا الخيرُ في عرفاتِ
سِيرٌ يضنُّ بها الزمان ، لأنها = نفحاتُ تزكيةٍ ، وطهرُ صلاةِ
ماازدادتِ الدنيا شجىً ومصاعباً = إلا بدا زحفٌ لأهلِ ثباتِ
العدلُ ، والكرمُ الجميلُ ، وهِمّةٌ = كسرتْ جيوشَ ممالكٍ وطغاةِ
من أين نفتتحُ الحديثَ عن الندى = ومحمدٌ يسمو على الكلماتِ
يبقى أجلًّ من البيانِ وسحرهِ = وأجلَّ من شعري ومن أبياتي

(7)

أمامكَ حَبْكةُ النجوى هُلامُ = وعندك لايصحّ ليَ الكلامُ
لأنكَ قبلة الدنيا ، وإني = أُجِلّكَ ، والجليلُ له احترامُ
وأنّكَ آمنٌ ، والكونُ خوفٌ = فماذا أنت؟ يابلدي الحرامُ
على جنباتكَ الإسلامُ ، قامت = دعائمهُ ، وعزّ بك السلامُ
ووجهكَ بهجةٌ ، ورؤاكَ نصرٌ = وفي جنبيكَ زمزمُ والمقامُ
وصوتكَ روعةٌ تتلى ، وذكرٌ = على ترتيلهِ سجعَ الحمامُ
إليكَ من البياض أتتْ ألوفٌ = أقاموا في ربوعكَ واستقاموا
ونهرُ الخيرِ حيثُ وُجِدْتَ يجري = لهذا حولَهُ كَثُرَ الزّحامُ
يُلامُ بحبّهم قومٌ أحبّوا = ولكنّا بحبّكَ لانُلامُ
إذا لم تبقَ في الأذهانِ رمزاً = نعظّمهُ ، على الدنيا السلامُ

(8)

عزّ فيكِ الضعيفُ ، وهو أجيرُ = فلهُ في حماكِ كفٌّ نصيرُ
ونفَتْ (مكةُ) الغثاءَ ، وعزّت = كيف يحيا فوق النقاءِ الفجورُ ؟!
وسما معدمٌ ، وسادَ ضعيفٌ = وتآخى مع الغنيِّ الفقيرُ
حينً عاشتْ نفوسُنا في رياضٍ = لم يعشْ في ذُراكِ قلبٌ كسيرُ
وإذا أورق التُّقى في نفوسٍ = عفَّ لفظٌ ، وعفَّ معْهُ الضميرُ
وهنا لم يزل لدى الناس وعيٌ = أنّ عمرَ الإنسانِ عمرٌ قصيرُ
وجمالُ الحياةِ بذلٌ وصبرٌ = كمْ تساوي هذي الحياةُ الغَرورُ !
أوقِفُوا للإله مالاً وعُمراً = خوفَ يومٍ عذابُهُ مستطيرُ

(9)

هذه الأرضُ مدارٌ ملهمٌ = قبلة الدنيا ، ومنها زمزمُ
وعليها ( المصطفى) كان له = قصة تروى ، وذكرٌ مفعمُ
وبها ( القرآن) أعلى أمةً = سبقتها للمعالي أممُ
فبنت في رحلة الحق لها = دولةً ، تاقت إليها الأنجمُ
علمتنا أننا من أمةٍ = ترتضي الموتَ ولاتستسلمُ
ليس يحمي الحق إلا فارسٌ = إنّ أدنى هيبةِ الحقِ دمُ
وهنا قامت عليها دولةٌ = بِعُرى قرآنها تعتصمُ
خيّم الحبُ عليها ، فهي في = حاضرٍ زاكٍ ، وآتٍ يبسُمُ
سنةُ الله التي مابُدّلت = ليس في درب الهدى من يندمُ

(10)

كم بنى الطاغون من بيتِ
وأعلى الزيفُ من صوتِ
فلم يبلغْ ؛ لأنّ اللهَ دكّهْ

وهنا أول بيتِ
لم يزلْ من فضل ربي
يرفعُ الصوتَ نديّا
وهنا نادى المنادي
فأتى الكون يُلبّي
بعَثَ اللهُ نبيّا

شَقْشَقَ الفجرُ من البيتِ الأمينْ
لِمَن الملكُ ؟ لربّ العالمين
وجلا الإيمانُ ليلَ الكفرِ
قَيْدَ الجهلِ فكّهْ

وسيبقى النورُ يسطعْ
من رُبى البيت المطهّرْ
وتظلُّ : اللهُ أكبرْ
في جهاتِ الكونِ تصدعْ
من هنا من خيرِ أرضٍ
قبلةُ الإسلامِ مكّهْ

خالد 21 Feb 2008 02:47 AM

محمد حسن فقي
 
الشاعر محمد حسن فقي

مكتي

مكّتي لا جلالٌ على الأرضِ = يداني جلالَها أو يفوقُ
ما تبالينَ بالرشاقةِ و السحرِ = فمعناكِ ساحرٌ و رشيقُ
سجدت عندهُ المعاني فما = ثمَّ جليلٌ سواهُ أو مرموقُ
و مشى الخلدُ في رحابِكِ مختالاً = يمدُّ الجديدُ منهُ العتيقُ
أنتِ عندي معشوقةٌ ليسَ يخزي = العشقُ منها و لا يُضِلُّ الطريقُ
ما أُباهي بالحسنِ فيكِ = على كثرة ما فيكِ من مغانٍ تشوقُ
أنتِ قدسٌ فليسَ للهيكلِ = الفاني بقاءٌ كمثلِهِ و سموقُ
كلّ حسنٍ يبلى و حسنكِ يا مكّةُ = رغمَ البلى الفتيُّ العريقُ
دَرَجَ المصطفى عليكِ فأغلاك = و أغلاكِ بعدهُ الصّدّيقُ
وَ شكوكٌ من الرّجالِ سبوقُ = جدٍّ من خلفِهِ فجلّى سبوقُ
إن أرادوا القتالَ أرجفتِ الأرضُ = و ضاقت على العدوِّ الطريقُ
أو أرادوا السّلامَ رحّبَ = بالسّلمِ عدوٌّ أصابهُ التمزيقُ
ليسَ بغياً قتالُهُم إنه الرشدُ = ينيرُ السبيلَ و التوفيقُ
كانَ في اللهِ حربهم و العداواتُ = و في اللهِ سلمهم و الوثوقُ
نَجِدُ الأنسَ في رحابِكِ = و البسطةَ حتّى كأنّنا ما نضيقُ
و يشدّ القلوبَ نحوكِ يا مكّةُ = حبٌّ يطوي القلوبَ وثيقُ
ما نطيقُ الفراقَ عنكِ و هل = يحملُ قلبٌ في الحبِّ ما لا يطيقُ
يا نفوساً تطوفُ بالبيتِ = لولا حرمة البيتِ ميّزتها الفروقُ
أنتِ لولا الإسلامُ كنّا نرى = السابقَ منّا يفوتهُ المسبوقُ

مكة


شَجانا مِنْكِ يا مَكَّةُ ما يُشْجى المُحِبِّينا!
فقد كُنْتِ لنا الدُّنيا
كما كنْتِ لنا الدِّينا!
وكنْتِ المَرْبَعَ الشَّامخَ
يُرْشِدُنَا ويَهْدِينا!
وكنْتِ الدَّارةَ الشَّمَّاءَ
تُكْرِمُنا وتُؤْوِينا!
وكنْتِ الرَّوضَةَ الغَنَّاء
تُلْهِمُنا وتُعْلِينَا!
فما أَغْلاكِ يا مكَّةُ أَنْجَبْتِ المَيامِينا!
وما أَحْلاكِ يا مكَّةُ
ما أحلا القرابينا!
نُقَدِّمُها لِمجْدِ الله
يُسْعِدُنا ويُدْنينا!

أيا مَوْطِنَ مِيلادي
لقد شَرَّفْتِ مِيلادي!
كأَنِّي وأنا النُّطْفَةُ
كُوشِفْتُ بِأعْيادي!
وكانَ صِبايَ تغريداً
كأَنِّي البُلبُلُ الشَّادي!
يَرى في الـرَّوْضِ والغُـدْرانِ
ما يَنْشُدُه الصَّادي!
وما كانت سـوى الأَّقْـداسِ
أَوْدَعَها بِها الهادي!
فَسُبْحانَ الذي كَرَّمَ منها الطَّوْدَ والوادِي!
فكانا سادةَ الأَرْضِ
بأغوارٍ وأَنْجادِ!
فَهَلِّلْ يا صِبايَ الغَضَّ
أَنْتَ سَلِيلَ أَمْجادِ!

وكانَ شَبابيَ المَجْدُودُ
بين ظِلالِها يًنْمُو!
ويَمْرَحُ بَيْنَ أَتْرابٍ
شمائِلُهم هي الغُنمُ!
فَكلُّ سِماتِها شَمَمٌ
وكُلُّ لِداتِها شُمُّ!
هي الأُمُّ التي احْتَضَنَتْ
فبُورِكتِ النَّدى. الأُمُ!
فَلَيْس لَنا بِها هَمٌّ
سِواها فهي الهَمُّ!
يُزيدُ لها حياةَ المَجْد
وهي المَجْدُ والكَرَمُ!
سَقَتْها السُّحْبُ
ما يَخْضَرُّ منه القاعُ والأكَـمُ!
فما أَكْرَمَ ما أَشدَتْهُ
ما يَسْمو به القلم!

أَلا يا مَكَّةُ العَصْماءُ
يا حب الملايين!
وذات المَجْدِ في الدُّنيا
وذات المجْدِ في الدِّينِ
لقد أَنْجَبـتِ مـن أَنْجَبْـتِ
من غُرِّ المَيامِين
فَكانُوا النُّورَ لِلْعالَمِ
في كُلِّ الميَادينِ!
وكانوا الخُلُق السَّاِميَ
يَعْلُوا بالمَساكينِ!
فَيَرْفَعُهم إلى الذُّرْوَةِ
تَصْبو لِلْمضَامِين..!
فما يَعْنُونَ بالأَشْكالِ
تَسْخَرُ بالمجانِين!
كُفينا بِكِ يا مَكَّةُ
مِن شَرِّ الشَّياطِينِ!

يا حَنِيـني لِمًكَّـتي رَغْـمَ بُعْـدي
عن ثراها الزَّكِـيِّ.. عـن أَبنائِـهْ!
أنا مِن ذلك الثَّـرى قـد تكَوَّنْـتُ
وفي ظِلّهِ وظِلِّ سَمائِهْ!
كيف لا أَسْتَعِرُّ مِـن حُبِّـه الهـادِي
ولا أَسْتَطيلُ مِن إطْرائِهْ؟!
هُولِي خَيْرُ ما أَسْتَحِـلُّ من الحُـبِّ
وما أَسْتَطيبُ من آلائِهْ!
ذِكْرياتي مُنْـذْ الصِّبـا عَنْـه حَتَّـى
شِبْتُ. كانَتُ لِلقلبِ خيْـرَ غَذائِـهْ!
لًيْتَني ما ارْتَحَلْتُ.. ولا غَابَ عَنِ العَيْنِ سَرْمَدِيُّ سَنائِهْ!
تِلْكَ كانَتْ مَرَابعُ العِـزِّ والصَّبْـوةِ
في ناسه. وفي أندائِهْ!
أَتمَنَّى البَطْحاءَ تِلْكَ لِمَثْوَايَ ندِيّاً في صُبْحِه ومَسائِهْ!
بّيْن أَهْلي وَبَيْن صَحْبي فما أَطْيَبَ هذا الرُّقادَ في بَطْحائِهْ!
رَبِّ إنَّ اللِّقاءَ أَمْسى قَريباً
فأَرِحْنِي بِمَنِّه وعطائِهْ!
إنَّ رُوحي مِن الآثامِ تَلَظىَّ
فهو يَخْشى مِن جُرْمِـهِ واجْتِرائِـهْ!
فَعَساهُ يَلقى بِعَفوِكَ عَنْه
ما يُرِيـحُ الأَثيـمَ مِـن بُرَحائِـهْ!
كانَ إيمانُهُ قَوِيّاً نَقِيّاً..
لم يُعَكِّرْ جُنُوحُهُ مِن صَفائِهْ!
أّنْتَ تَدْرِي به.. وتَعْـرَفُ نَجْـواهُ
فَخَفِّفْ عنه شَدِيدَ بَلائِهْ!
أَيُهذا الإيمانُ.. يا بَلْسَمِي الشَّافي شَفَيْتَ السَّقيمَ مِن أَدْوائِة!

خالد 21 Feb 2008 02:53 AM

طاهر زمخشري
 
الشاعر طاهر زمخشري

إلى المروتين

أهيم بروحي على الرابيه = وعند المطاف وفي المروتين
وأهفو إلى ذكر غاليه = لدى البيت والخيف والأخشبين
فيهدر دمعي بآمــاقيه = ويجري لظاه على الوجنتين
ويصرخ شوقي بأعماقيه = فأرسـل من مقلتي دمعتين
أهيم وعبر المدى معبد = يعلق في بابه النيرين
فإن طاف في جوفه مسهد = وألقى على سجفه نظرتين
تـراءى له شفق مجهد = يواري سنا الفجر في بردتين
وليس له بالشجا مولد = لمغترب غـائر المقلتين
أهيـــم وقلبي دقـــاته = يطير اشتياقاً إلى المسجدين
وصدري يضج بآهاته = فيسري صداه على الضفتين
على النيل يقضي سويعاته = يناغي الوجوم بسمع وعين
وخضر الروابي لأنـاته = تردد من شجوه زفرتين
أهيم وحولي كؤوس المنى = تقطر في شفتي رشفتين
فأحسب أني احتسبت الهنا = لأسكب من عذبه غنوتين
إذا بي أليف الجوى والضنى = أصاول في غربتي شقوتين
شقاء التياعي بخضر الربــى = وشقوة سهم رماني ببين
أهيـم وفي خاطري التائه = رؤى بلد مشرق الجانبين
يطـوف خيالي بأنحائه = ليقطع فيه ولو خطوتين
أمـرغ خدي ببطحائه = وألمس منه الثرى باليدين
وألقي الرحال بأفيائه = وأطبع في أرضه قبلتين
أهيم وللطـير في غصنه = نواح يزغرد في المسمعين
فيشدو الفـؤاد على لحنه = ورجع الصدى يملأ الخافقين
فتجري البوادر من مزنه = وتبقي على طرفه عبرتين
تعيد النشـيد إلى أذنه = حنيناً وشوقاً إلى المروتين


مناجاة الرحاب المقدسة في مهبط الوحي

في دمي ثورةُ الحنين لهيباً
ليس يُطفيه من عيوني نَميرُ
وبنفسي لَوَاعجٌ من جَوى الشجوِ على خافقي لظاها يثُور
واحتراقُ الضلوع في عاصفِ الحب جحيم يشِفُّ عنه الزَّفيرُ
واشتعالُ الهوى العَتيِّ بأنفاسي قَتَامٌ في الجوِّ منه قَتِيرُ
* *
كلما نَاح طائرٌ فوق أَيْكٍ
كان لي من نُوَاحه تَذْكيرُ
فترامتْ خوافِقِي أُغنِياتٍ
من فؤادٍ برَجْعِها مَخْمُورُ
لحَمى البيتِ عندَ أكرم وادٍ
غيرِ ذِي الزَّرعِ وهو روضٌ نضيرُ
للقداساتِ في ذُرَى مَهْبط الفرقانِ للخيرِ وهو فيضٌ وَفيرُ
* *
تَرْشُف النفسُ عذْبَه وهو أَشهَى
من عِذابِ المنى جَلاَها السرورُ
في النجومِ التي تَدَلَّتُ مصابيحَ، وللغابرِ الوضِيءِ تُشِيرُ
في الرحابِ التي بها هَمس الصخر وعن سالفٍ بِمَجْدٍ يُنيرُ
في الروابي التي بها فاضتِ الآياتُ بَارَى النظيمُ فيها النثيرُ
في الجبالِ الدَّكْناءِ تربِضْ في الخيْف، ومن بينها يلوح ثَبيرُ
يلثُمُ الشمسَ كلما لاح منها
مطلعٌ مُشرقٌ، وصبحٌ مُنيرُ
فَيرينا الضياءُ شيئاً من الماضي أُزِيحَتْ للعينِ عنه السُّتُورُ
ولواءُ الأمجادِ يخطر خَفَّاقاً، ووجهُ الحياةِ ضَاحٍ زَهِيرُ
أبداً تَبْسمُ الأماني حَوَالَيْه، ومنها في كلِّ جيلٍ عبيرُ
في الدروبِ التي بها سارتِ الراياتُ والهُدى للسُّرَى دُسْتُورُ
في الصَّحَارَى التي بها زَحَفَ الدينُ وَضَوَّى بنُورِه الدّيْجُورُ
في الرمال التي بها هتفَ النصرُ يباريه جَحْفَلٌ مَنْصُورُ
في المجالات كلها تنشر النور، ومجلى الضياء فيها البشير
* *
الأمينْ الأَمينُ قد ضَمَّه اليتمُ صغيراً فَبرَّ وهُوَ كَبير
باليتامى وبالمساكين يَأْسُو
من جراحاتِ بُؤْسهمْ ويجيرُ
اليتمُ الراعي الشِّياه أَجيراً
في صباه، وهْو البشيرُ النذيرُ
والشعاعُ الوضئُ منه منارٌ
وبلأْلآئِه النُّهى تَسْتَنِيرُ
سيدٌ مصطَفى إذا قيل عنهُ:
أكرمُ الخلق فهو مولىً جَدِيرُ
إجْتَبَاه الذي بَرَاهُ وزَكَّاهُ، فطابَتْ فروعُه والجذورُ
وَحَبَاه لا صولجَاناً به يزهو، ولا ما بِه عَتِياً يَجُورُ
بل جلاهُ لكل عينٍ ضياءً
من أَفانِينِه يَعُبُّ البصيرُ
وهُدَاهُ لكل قلبٍ مزامير، وفي رجعها الطروبِ الحبورُ
أحمدٌ أو محمدٌ أو أمينٌ
هِيَ أسماءُ للجلالِ تُشِيرُ
مُفْردٌ في كمالِهِ إنْ أَرَدُنا
دقَّةَ الوصفِ عَاقَنا التقصيرُ
قد تسامى به الخليلُ انتساباً
وبواديه لا تَزَالُ البذورُ
* *
خيرُ وادٍ به القداسةُ تَخْتَالُ، وفي العُدْوَتَينْ نُوْرٌ ونُورُ
وهو مَهْوَى النفوسِ يهفو إليهِ
كلُّ قلبٍ برحبِه يستجيرُ
كلما هَاجَه أدِّكارُ الخطيئاتِ ونادى محا الخطايا الغفورُ
وإلى قُدْسِه تُقَاد الضحايَا
وإِلى رَحْبِهِ تُساقُ النذورُ
والمحاريبُ في حماه ظِلالٌ
والقداساتُ في مَداها زُهورُ
والتسابيحُ بالمهابةِ شدوٌ
والبشاشاتُ في صَدَاها عُطورُ
* *
ورؤَى الأمسٍ في انطلاقِ المسافات عَذَارى يلفُّهُنَّ الحبورُ
كلها تُسْمِعُ الليالي أَناشيدَ، ومن رجعها يَشِيعُ البكورُ
والتباشيرُ من سناهُ مدى الدهرِ مصابيحُ مكرُماتٍ تُنيرُ
بالهدى، والتقى، وبالخيرِ والرشدِ على ضوئها الحياةُ تَسيرُ
بتعالِيمه التي شادتِ الأمجاد والدينُ حارسٌ وظهيرُ
بالذي حَكَّمَ العدالةَ في الناس فآخى بها الغَنِيَّ الفقيرُ
إِذْ أَنال الفقيرَ أسخى عَطاءٍ
من كريم يجودُ وهو الشَّكُورُ
فرضُ عينٍ ينالُ منه ثَواباً
وزكاةٌ كفاؤُها التَّكْفير
* *
وعروسٌ تَميسُ في موكبِ الفتنةِ تشدو فَتَسْتَعِيدُ الدهورُ
نَايُها لايَنِى يُغَرد في الكونِ، ورجعُ الصدى جمالٌ مُثيرُ
وهو مازال في المرابِع يختالُ فُتُوناً به المجالى تَمُورُ
* *
سَرِّحِ الطَرف كيف شِئْتَ لدى البطحاءِ يرجعُ إليكَ وهو قريرُ
فالصفاءُ الذي يصفِّق بالبشر جلالٌ يهتزُّ منه الشعورُ
والضياءُ الذي يُغَرِّدُ في الأفقِ جمالٌ يَعُبُّ منه الضميرُ
والروابي التي بها يَضْحَكُ النُّورُ فراديسُ والخمائلُ حُورُ
والعروسُ التي تُدِيرُ لنا الصفوَ على حُبِّها فؤادِي أسِيرُ
أسرتني على هواها القداساتُ وفي فيئها تَمِيسُ العُصُورُ
وهي غنَّاءُ في مَفَاتِنِها نايٌ صدى لحنِه شَرابٌ طَهُورٌ
من ينابيعَ بالقداسةِ تهمى
ونَدَاها ـ مدى الزمانِ ـ غزِيرُ
أين ذاك الندى؟ وتلك المجالات؟ ولا أين فالنوى مقدور
* *
يا عروسي التي بها هتفَ القلبُ، وغنَّى بها الفؤادُ الكسيرُ
يا عروسَ المنى الطروبَ لمضنىً عاث فيه الشَّجا وعزَّ النصيرُ
أَسْعفي مِزْهري بأندى الأغارِيد فقد ثَارَ في الحنايا الهجيرُ
وذَريني أبثُّ في رَجْع لحني زفراتٍ لها بقلبِي هَديرُ
فشظايا الفؤاد فوق جفونِي قطراتٌ من الدِّماءِ تَفُورُ
لفَظَتْهَا خوالجٌ دكها الأينُ، ومن مُقْلتي لَظَاها مَطِيرُ
كان يجري به الحنينُ دموعاً ثم أجراه بالدِّماء الحرورُ
وندوبُ الجِراح في عمقِ إِحساسي عليها من المآقي نَظِيرُ
فإذا بالأنين ينثرُ آهاتي عقوداً لها القوافي نُحورُ



موطن القداسات

منبع الإشراق صداح المنى =يملأ الدنيا ضياء هاهنا
والقداسات السخيات الهبات =منهل يجري بفيض البركات
يعبر الأجيال من ماضي لآت =بالهدى فاض نميراً من هنا
يغمر الدنيا جلالاً وسنا =وهو ينساب دفوقاً محسنا
مهبط الفرقان يا خير الرحاب =أنت بالإشراق بسام الروابي
والأماني البيض تهمى كالسحاب =بالهدى، بالحق يسري من هنا
ينشر الخير حبوراً وهنا =من ربا للدين قامت موطنا
زمر الرايات سارت للجهاد =وهي بالعرقان تدعو للرشاد
حولها الأبطال من كل جواد =بالهدى بالعدل نادوا من هنا
فارشفي يا نفس من نبع طهور =فاض بالإشعاع من سفح ثبير
لم يزل يروي على كل الدهور =بالهدى كل البرايا من هنا

خالد 21 Feb 2008 04:37 AM

بلخير
 
الشاعر : عبدالله بلخير ( شاعر من مكة )
(1)

لك (أم القرى) التحيات تتلى = للملبين فيك، والمحرمينا
وعليك السلام من سور القر = آن في القارئين، والكاتبينا
تتوالى القرون.. وهي على الأر = ض.. منار يهدى به المهتدونا
أين منك المدائن الغرُّ في الدنـ = يا.. وأنت أمهن دنيا ودينا
فلك المجد دونهن فلا يذ = كرون في المجد عندما تذكرينا
كل يوم وليلة.. وزوايا الأر = ض يرنو فيها لك المؤمنونا
تتلالا جباههم في المحاريـ = ـب.. صفوفا بالركع الساجدينا

(2)

أم العواصم والمداين والقرى = لبيك، يا لبيك يا (أم القرى)
لباك من صلى، وحج، ومن دعا = وسعى، وكبر خاشعاً، واستغفرا
تتطاول القمم الشواهق في الذرى = كي ما ترى في أفق (مكتنا) (حِرا)
عال علـى القمم المنيفـة حولـه = تزهو (السراة) به، عُلاً، وتكبرا
يسمو الغمام له، يطوف بغاره = في الأفق، مستلماً ذراه، مزمجرا
فتراه في السحب التي التفت به = مزملاً، بين الذرى، مدثرا
وتكاد تسمع (سورة القلم) التي = نزلت عليه، تهز هامات الذرى
شعت شموسها على آفاقها = فلكاً تلألأ بالنجوم ونوّرا
شعت بـه (الفسطـاط) واتشحت بـه = حول (المقطم)، في (الكنانة) (أزهرا)
وسمت (دمشـق) به ينوِّر أفقهـا = في (الشام) بـ (الأموي) يشق مُسفرا
وتطاولت (بغداد) تلبس تاج (ها = رون الرشيد)، على البرية مزهرا
مجد تعالى، لا يطال، تراه في الـ = أمصار، بين المسلمين، منثرا
في (فاس) أو في (القيروان) وفي ذرى = (وهران) أو في (تلمسان) مصوّرا
وعلى مطالع كل نجم زاهر = تحت السماء، مبوءاً ومصدَّرا

(3)

إذا النوى طوحت بي (للحجون) بدت = لي (مكة) ذات أبعاد وأسفار
وطالما قمت في (الماحي) مكبرة = خلفي صفوف تراويح وأذكار
يؤمها (ابن ثمان) في عمامته = إذا تلا (الجزو) كان الحافظ القاري
ولست أنسى دخول (الركب) صاخبة = جموعه فهو في سمعي وإبصاري
إذا تعالى به صوت (الحدأة) زهت = ركائب (الركب) في زهو وإكبار
تهتز منه شعاب (أم القرى) طرباً = في أمسيات من الذكرى وأسحار
إذا سمعنا بشير الركب سال بنا = (لحارة الباب) سيل صاخب جار
يهزنا صخب (البشرى) كأن بنا = مساً من السحر من قيثار سحار
تكاد تسبقنا فيما نخب له = (أعلام جرول) من دوح وأشجار
وتنتشي كـل (حوراء مطهرة) = ملء النوافذ في آفاق أقمار
كأن في شرفات الدور لمع سنا = مجرة، من نجوم ذات أنوار
فيهن من (عبد شمس) كل فاتنة = تطل من شرفات ذات أستار
لهن في صهوات الخيل (أفئدة) = يزهو بها (الركب) من آل وأصهار
يرمينهم (بفتات المسـك) عايـدة = شفاههن بذكر الحافظ الباري
ويعبق (العود) فيها من (مباخره) = يضوع في الحي دار إلى دار
مع (الزغاريد) أجراس النجوم إذا = تماوجت فهي من أصداء أوتار
تهتز منها نياط القلب خافقة = ضلوعه كاهتزاز السلك من نار

(4)

الذكريات أهاجتني وأنت بها = في (حارة الباب) من (أم القرى) الداري
والذكريات عبير العمر يعبق في = أيامه، وليالي مده الجاري
لي في (الشبيكة) عهد لا أزال به = صباً ففيه صباباتي وأخباري
أضاء فجر حياتي في (أزقتها) = ولا يزال بها قلبي وآثاري
في كل شبر تراب في (ملاعبها) = ذكرى ترفرف في سمعي وأنظاري
لم تنسنيها روابي (النيل) وهي هنا = جناين الأرض من حور وأزهار
بكل (حفنة رمل) من محصبها = لا أشتري (لندن) الغنا ولا (باري)
درجت في (برحة المحجوب) أحسبها = دنيا الورى ذات أقطار وأمصار
إذا النوى طوحت بي (للحجون) بدت = لي (مكة) ذات أبعاد وأسفار
وطالما قمت في (الماحي) مكبرة = خلفي صفوف تراويح وأذكار
يؤمها (ابن ثمان) فـي عمامتـه = إذا تلا (الجزو) كان الحافظ القاري


الشاعر : إبراهيم علاف( شاعر من مكة )
(اخترتُ مكّةَ ... )

اخترتُ مكّةَ وارتضيتُ حماها = هي مولدي ,هي منشأي ,أهواها
أكرم بها ,ولأرضها ,وسمائها = وبماء زمزم ناجعا غذاهـا
وبما اصطفت من قبلة ميمونة = جذبت قلوباً حولها وجباها
قد خاب إبرهةُ الغشوم فلم ينل = إلا هلاكاً حين رام أذاها
كم طفت أرجو أن أكون حجابها = وقناعها وأعيشُ في ذكراها
وإطارها الفضي يحضن قلبها = متجلياً قـــد باركَ الأفواها
هي حبة في قلب مكة حفـها = فضل الإلهِ وبالجلال كساها
والناس وفدٌ تلو وفدٍ حولها = من كل فج يسألون الله
بطحاء مكة كل شبر باسم = بالنور منك وفــي العطاء تناهى
قد زاده ميلاد أحمد رفعـةً = وعلى حراءٍ قد تكلل جاها

الشاعر : الشاعر أحمد موصلي
(مكة البلد الأمين والحصن الحصين )

سطع النور والهدى في رباها =وتجلى وحي السما في حماها
نفحات قدسية قد تسامت =وسرت في القلوب تروي صداها
تلك أمُّ القرى مرابع مجدٍ =هي مهد الإسلام موطن طه
هي للدين منهل طاب وردا =هي للعلم منبع قد تناهى
شع منها التوحيد في خير نهج =رفع الله قدرها وحماها
وبها أقسم الإله بحق =بارك الله أرضها وسماها
أم صبح فيها الأمان تبدى =طبتُ نفساً بها وطاب شذاها
أشرقت شمس أحمد في بهاء =وازدهى الكون حين جل ذراها
مولد كان للهداية أصلا =رحمة الله ربنا أسْداها
فهو للعالمين هادي البرايا =وهو للدهر غرة لا تضاهى
حبه في القلوب حب عميق =من يحب الرسول حب الإلها
إنه المصطفى عليه صلاة =وسلام تحية يرضاها
يا ربوعاً تعطّرت واستنارت =ودياراً تقدست أرجاها
مكة بكة جليلة قدر =صانها الله فاستمدت علاها
قد قضيت الشباب غضاً ربيعاً =في معانيك حامداً نعماها
وتضلعت سلسبيلاً نميرا =من صفا زمزم وحلو غذاها
وقصدت الإله حجاً وسعياً =لأنَال الثوابَ مِن مولاها
ذاك والله خيرُ ما نرتجيه =وهو فضل الإله عزاً وجاها
مكة في بطاحها الرحبة نمضي =يطمئن الفؤاد من ذكراها
وحِراء وَمَا حِراؤك إلاّ =مهبط الوحي قد أضاء رباهَا
فيه جبريل قد تبارك قولاً =هو طب القلوب وهو شفاها
إنّه الروح والأمين عَليْه =هبَة الله زانها واصطفاها
كان فيها مع الكرام لقاء =في ذرى البيت والرضى يغشاها
محفل ضم نخبة من خيار =فتية آمنوا فنالوا هداها
يا رعى الله هجرة لديَار =عز فيها الأنصار حين احتواها
طلع البَدر من ثنايَا وداع =فأضاء الدنى وجلى رجاها
وتآخى فيها رفاق وصحب =عاهدوا الله أن يكونوا فداها
إنها طيبة الحبيبَة دوماً =طيّبَ اللهُ رَبعها وثراها
يا إلهي ضَراعتي ودعائي =أن يكون الختام في مَثواها
غافر الذنب قابل التوب عفواً =يا سميع الدعاء عظمت إلاها


الساعة الآن 11:32 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi