منتديات مكاوي

منتديات مكاوي (https://forum.makkawi.com/index.php)
-   الرواق الأدبي (https://forum.makkawi.com/forumdisplay.php?f=13)
-   -   مكة المكرمة ... قصيدة الجمال التي لم تكتب بعد ! (https://forum.makkawi.com/showthread.php?t=60550)

خالد 20 Feb 2008 02:41 PM

مصطفى عكرمة
 
الشاعر : مصطفى عكرمة
(1) طُفْ بي بمكة َ
طف بي بمكة إني هدني تعبي = واترك عناني فإني هاهنا أربي
ودع فؤادي يمرح في مرابعها = ففي مرابعها يغدو فؤاد صبي
هنا بمكة آي الله قد نزلت = هنا تربى رسول الله خير نبي
هنا الصحابة عاشوا يصنعون لنا = مجدا فريدا على الأيام لم بشبِ
هنا أمرغ خدي صبوة وجوى = فتهتف الحور بشرى خدك التربِ
هنا اللبانات أقضيها على مهل = ويسكن الصبح بعد الليل على هدبي
فإن رأيت على أعتابها شفتي = ذابت فذلك عندي غاية الطلبِ
كم هزني الشوق ياخير الديار = وكم عانيت بعدك وجدا دائم السببِ
إلا إليك أرى الأشواق تقعد بي = وعند ذكرك أشواقي تحلق بي
وعند ذكرك أنسى أنني بشر = وكالملائك أحيا في المدى الرحبِ
فتبدعين كياني من تقى و هدى = و لا أحس بما ألقاه من تعبِ
وهل يحس ببيت الله أي ضنى = من راح يسأل رب البيت في رهبِ
هذا هو البيت .. رب الناس صيره = مهوى القلوب على الأيام والحقبِ
ماغير زورته في الدهر ترجع لي = شباب روحي إذا امتدت يد النوبِ
رب حنانيك فاكتبها وخذ بيدي = كي يهتف القلب : يافوزي وياطربي
واكتب قبولك إن حققت زورتها = أنت المرجى وهذا غاية الطلبِ

(2) قف يا لبيب العقل

قف يا لبيب العقل في عرفاتِ = كم فيه من عبرٍ، ومن آياتِ!
مازال عبر الدهر ينمو حبه = مُتجددًا بتجددِ الأوقاتِ
لو قُدِّرتْ ذراته لسمتْ على = أضعاف ما في الأرض من ثرواتِ
المؤمنون بكل أرضٍ روحُهمْ = تهفو إليه على مدى الساعاتِ
ويرون رؤيتهُ نعيمَ حياتهمْ = مهما رأوا فيها من الإعناتِ
جناتُ عدنٍ خلفَ حرِّ رمالِه = تدعو أخا الإيمان للجنَّاتِ
والروح في عرفاتِ تلقى روحها = والذّاتُ عند البيتِ غيرُ الذاتِ
والنفس تسمو كلما نظرتْ له = عن كل ما في الأرض من رغباتِ
فهناك في عرفات أمنيةُ المنى = وهنا بمكة غايةُ الغاياتِ
من كل فجٍّ أقبلت حجاجُها = ظمأى الحنين.. لهيفةَ النظراتِ
جاءت.. وقبل مجيئها طارت بها = أرواحها لمواطن الرحماتِ
لا فرق في الأجناس فيما بينها = لا فرق في الأوطان والعاداتِ
بالأمس كان الكلُّ يسعى همه = لو نال ما في الأرضِ من لذاتِ
واليوم قد هجروا اللذائذ كلها = وتسابقوا للبذلِ والطاعاتِ
أشقى العذاب يرونَ فيه عذوبةً = ويرون لفحَ هجيرها نفحاتِ
لكأن كل قلوبهم قلبًا غدتْ = وغدت لهاةً سائرُ اللهواتِ
الكل للرحمن هلل داعيًا = ولكم ترى التهليل بالعبراتِ
آيات ربك لا تعدُّ.. وكلُّها = تدعوك للتفكير في الآياتِ!
لبيك وحّدت اللغات كأنها = أصلٌ لما في الأرضِ من كلماتِ
لبيك أفئدةٌ تذوب بقولها = لتصوغ من لبيك حبل نجاةِ
يا فوز من لبى وعاشت روحُه = أحلى ثواني العمر في عرفاتِ

خالد 20 Feb 2008 03:28 PM

محمود محمد كلزي
 
الشاعر: محمود محمد كلزي
بوادٍ غير ذي زرع فؤادي = هوى حباً وقد لبى المنادي
كأن من الخليل أتى صداه = ينادي : يارؤوفا بالعباد
لقد أسكنت من ذريتي من = أخاف عليهم سوء الحصاد
لعل الله يرزقهم غلالا = من الثمرات تغمر كل واد
فسبحان الذي أسرى بعبد = إلى بلد تسامى في البلاد
إلى جبل سما في كبرياء = وطاب على مشارفه رقادي
إلى أم القرى طارت عيوني = وحطت عند مزدلف وسادي
رأيت النور يشرق من شعاب = تضوع عطرها بين الوهاد
وكان عرار نجد من شذاها = وكان شميمها بوح البوادي
لقد آنست في الحرمين نورا = وفرقانا مبينا خير هاد
وعند الكعبة الغراء روحي = أتت حجرا تألق بالسواد
دنت منه تقبله بشوق = وتعلم انه خير الجماد
وقد رويت بتقبيل شفاهي = كما شفيت جراح بالضماد
وطافت حوله الأرواح تترى = لتنعم بالهداية والرشاد
همى شلال ضوء من سناها = وأيقظ جمرة بين الرماد
تناءت عن مشارفها ضلوعي = وحط على مطارفها فؤادي

خالد 20 Feb 2008 03:33 PM

عبدالله الجعيدي
 
الشاعر : عبدالله الجعيدي
يا كعبة العشاق

قل للحجيج قدحتمو أشواقي = قل للحجيج متى يحين تلاقِ
قل للحجيج هناك صب عاشق = في مصر يرجو فوزه بلحاقِ
هي غاية مقصودة نسعى لها = فالناس بين تنافس وسباقِ
فيض من الإحساس سيل هادر = شمس من الأضواء والإشراقِ
درب عريق رائع متألق = يمشي عليه أجلّ وفد رفاقِ
عصف الغرام خاطري وأهاجني = وأسال وجداني على أوراقي
ماللمرام نأي ببين هكذا = ماللطريق إليه في إغلاقِ
هل تبصر البيت العتيق نواظري = وتجول في روضاته أحداقي
القلب يهفو بالحنين ومهجتي = في البعد تشكو لوعة الإحراقِ
يا ويلتي عبث اجوى بأضالعي = والروح بين حناجر وتراقي
في ظلمة أُصلَى بجمر صبابتي = في موج بحر مشاعري الدفاقِ
ظمآن تعصرني بمصر لهفة = ولدى الحجاز أرى هناك الساقي
دَنًفي عليل مثقل بمواجعي = كم من طبيب في جواري راقِ
يأيها الدكتور دعك من الرُّقي = فبأرض مكة وحدها ترياقي
يا كعبة العشاق يا أحلي الهوى = رقي لنا يا كعبة العشاقِ
لو كان مهرك بالنفوس فهاكمو = كلي بما أحوي أقل صداقِ
من لي بزمزم كى أفوز برشفة = من شهدها المتسلسل الرقراقِ
من لي بمثوى المصطفى ومقامه = من لي بطلعة نوره البراقِ
فلديّ وجد في الفؤاد مبرح = والدمع يهمي مزمعا إغراقي
هدّ الجوانح بالتمني خافقي = وبرى الحشا بهيامه الخفاقِ
يا مسعف الحجاج خذني مرة = وامنن عليّ بحجة الإعتاقِ
طال الرجاء ولم أحقق مطلبي = فلكم صُددت بحاجز الإملاقِ
لو صح لي وصل بأرض أحبتي = أشبعتها لثما وطيب عناقِ
لا صبر لي يوما ببعض فراقها = إذ كيف لي بتباعد وفراقِ
يا رب قلّت حيلتي فامنن على = عبد يؤمل محض وجه الباقي

خالد 20 Feb 2008 03:40 PM

غازي الجمل
 
الشاعر : غازي الجمل
أشواق قلب

دعـوا عيني تقرّ بكم... دَعوني = ومـن أنـوار مـكـة كـحّلوني
فـرسـم الـكـعـبة الغراء باقٍ = بـأعـيـنـكـم يُشعّ فصدّقوني
فـهـاتـوا لي شعاعاً من ضياها = ومـن أنـوارهـا لا تـحرموني
وإن حُـرمَتْ من (الغرّاء) عيني = صـلـونـي بـالسّماع فحدّثوني
أيـا مـن طـوّفوا بالبيت شوقاً = ولـذتـم فـي حمى البلد الأمين
ومـن رقـراقِ زمـزم قد رُويتُم = تـضـلـعـتـمْ به ونسيتموني
فـهـاتـوا لي بزمزم شِربَ رِيٍّ = ومـن تـريـاقـهـا فلتسعفوني
فـمـا يـقـوى على ظمأٍ فؤادي = وجـمـرُ الـحبّ يلهَبُ بالحنين
أفـيـضـوهـا يـلذُّ بها فؤادي = ويـقـطُـر مـن لآلـئها جبيني
أفـيـضـوها لأبحرَ في هواها = فـمـا يـمشي على يبَس سفيني
فـقـد أطّت على ظهري الخطايا = ولـيـس لها سوى العشقِ الدفين
وقـد أضحيتُ في زمر الأضاحي = ولـكـن دون كـبش يفتديني!!
وفـي حـلـل البياض لبستموُها = شِـفـا عـيني من الدمع الهتون
ألامَـسـتُـم جنابَ الرّكن فيها = وكـنـتـم منه في ركنٍ ركين؟!
فـمـدّوا لـي بـأيـدٍ لامـستْه = عـسـى تـحظى بيمناكم يميني
وهـل مـسّـت شـفاهكمُ بحقٍ = مـكـانـاً مـسّـه ثغرُ الأمين؟!
أم الـعـشّـاق مـوجٌ إثر موجٍ = فـأومـأتم إلى الحجر المصون؟
ألا فـاطّـوفـوا جـسداً وروحاً = وروّوا الـعـين من نور العيون
وإن حُـرمتْ من التَّطواف نفسي = بـظـلِّ الـعـاشـقين فطوّفوني
رعـاك الله (مـلـتزمَ) الخطايا = فـكـمْ تـقتاتُ بالدمع السخين!!
ولا يـرضيكَ إلا الصدقُ يجري = بـقـلـبٍ تـائـبٍ وَلِـهٍ حزين
تـفـيـض به القلوبُ لجينَ ماءٍ = وتـصـنـع مـنه حبّاتِ العيون
ويـا نـورَ (الـمقام) عليك وشْمٌ = أبـي خـلاّه لـي عـبرَ السنين
وحـلّـق (بـالـمـقام) إلى مقامٍ = حِـذا (الـمـعمورِ) يرقى باليقين
(أهاجَرُ) كم صبرتِ على بلايا؟! = بـوادٍ غـير ذي زرعٍ... ضنين
وكـم كـابدتِ من عطش تلظّى = وطـفـلُك رافضٌ غمضَ العيون
وسـعـيـاً في سراب البيد سبعاً = وهـزّ الـمـوتُ بالحبل الوتين
وإذ جـبـريلُ هزّ الأرض هزّاً = فـفـجّـرهـا بـماءٍ من معين
ويـا عـرفـاتُ يـا جبلاً تباهى = بـأثـواب البياضِ على الحُزون
كـأنـك مُـحرِماً في خير ثوب = مـع الـحـجّـاج وضّاء الجبين
تـشـابـهت الثياب فلست أدري = أحجّ أنت؟؟.. حارت بي ظنوني
ويـا عـجـبـاً لحشرٍ ليس فيه = سـوى زمرِ التقى من أهل ديني
كـأنـي بـالـرجالِ طيورُ خُلْدٍ = ويـا طـهرَ النساءِ كحور عين!!
ومـا زجـلُ الطيور سوى دعاءٍ = من (الأذكارِ) و(الحصن الحصين)
ويـا حِـجْـرَ الذبيح ذبحتَ قلبي = ولـكـن دون تـلٍّ لـلـجـبين
فـرفـقـاً فيه من بين الأضاحي = فـقـلـبـي ذاب من حبّي لديني

خالد 20 Feb 2008 03:49 PM

محمد المجذوب
 
الشاعر : محمد المجذوب
في ظلال الكعبة

سـعـيـدٌ أنـا في ظلالِ الحرَمْ = فـلا تـسـألـوني بماذا؟ ولمْ؟
أحـسُّ بـجـسـميَ فوق الأثيرِ = وقـد شـفَّ بل خفَّ حتى انعدَم
فـلا عـجـبٌ أن يموتَ البيانُ = ويـعـيـا بـوصف رُؤايَ القلم
أكـادُ أرى (هاجَراً) والصغيرَ = ُـروّعُـه الـظـمـأُ الـمحتدِم
فـتَـجـري هـناك وتَعدو هنا = وفـي سـمـعِها صرخاتُ الألم
تـفـتـش عـن جـرعـةٍ تنقذُ = الـولـيـدَ وتطفئ بعض الضَّرَم
وقـد أوشـك الـيـأسُ يجتاحُها = فـتُـسـلـمُ ذا ثـديـهـا للعَدَم
ولـكـنَّ ربَّـك لـم يَـنـسَـها = وأدركَـهـا بـجـزيـلِ الـنِّعَم
فـذلـك جـبـريلُ يَحبو الثَّرى = بـرِيَّ الـنـفـوس وبُرء السَّقَم
يـمـسُّ بـقـادِمـتـيهِ الترابَ = فـيـدفُـقُ بـالـعذب حتى يَطِم
وهـا هـي ذي زمـزمُ لا تزال = إلـى الـيـوم والـغدِ وِردَ الأمم
وألـمـح ثَـمَّ أبـا الأنـبياء = وبـيـنَ يـديـه فـتـاه الـعَلَم
يُـقـيـم قـواعـدَ هـذا البناءِ = وقـد خـطَّطَ الرسمَ باري النَّسَمْ
ويـؤمـرُ إذ يـنـتهي أن يُذيعَ = عـلى الكونِ بشرى الذي قد أتَم
فـيـهتفُ في الناس: هذا المُقامُ = الـذي شـاء ربُّـكـمُ أن يُـؤَم
فـتـنـداحُ صيحتُه في السهولِ = وخـلـفَ الـبـحارِ وفوقَ الأكَم
ويـأتـيـه سـعياً وفوق المُتُون = أُولـو الـحـظِّ من كل فجٍّ ويَم
وأُبـصرُ "أبرهةً" في الجيوش = ومـن تـحـته الفيلُ طَوداً أشم
يُـطـاوِلُ بـالـكـبرياءِ النجومَ = ويـحـسـب في قبضتيهِ السُّدُم
يـسـيـر إلـى مـكـةٍ مُنذِراً = بَـنـيَّـتَـهـا بـالـبلاءِ الأعَم
ويـيـأس "شـيـبـةُ" مِنْ حَولِه = ومَـن حَـولَـه فـيـنادي: هَلُم
دعـوا الـبـيت وانجوا بأنعامِكمْ = فـبـيـتُ الـمـهيمنِ لا يُقتَحَم
سـيَـحـمـيـه منهم غداً مثلَما = حـمـاه عـلـى الدَّهر منذُ القِدَم
وفـرَّ عـن الـبـيتِ حُرَّاسُه = سـوى واحـدٍ عـيـنُـه لم تَنَم
وحـاوَل ذو الـفـيـلِ تسييرَه = إلـى مـكـةٍ فـأبـى وانـهزم
عــلــى أنـه كـلـمـا ردَّه = إلـى غـيرِها خفَّ، لا بل هجم
وجـاء الـقـضـاءُ بـأجـنادِهِ = مـن الـطـيرِ كالقسطلِ المُدلَهِم
فـراحـتْ تَـصُـبُّ مـناقيرُها = عـلـى الـظـالمين رجومَ النِّقَم
ومـا هـي إلا الـهنيهاتُ حتى = اسـتـحال الغُزاةُ كعصفٍ هُضِم
وتـمـضـي المشاهد حتى أرى = إمـامَ الـنـبـيـينَ يمحو الظُّلَم
يـنـاديـ: إلى الله يا ضائعون = ومـن يَـتَّـبِـعْ هَـديَه لم يُضَم
وعـن كَـثَـبٍ ندوة المشركينَ = تَـحُـوك لِـحَربِ الحبيبِ التُّهَم
وتــرمـي بِـلالاً وإخـوانَـه = مـن الـقـارعـاتِ بسيلٍ عَرِم
يـريـدون مـنـهـم ولو لفظةً = تـسـجِّـل نصراً لحزب الصَّنَم
فـلا يـسـمـعون من المؤمنينَ = سـوى مـا يضاعفُ تلك الحُمَم!
كـأنـي بـآذانـهـم كـلـمـا = دعـاهـا الطغاةُ اعتراها الصَّمَم
وألـسُـنـهـمْ كـلـما رُوْوِدَتْ = عـلـى الكفرِ أفضى إليها البَكَم
وتـهـتـفـ: "بـل أَحَدٌ أحد" = فـتُـصـغي البِطاحُ وتهفو القِمَم
ويـنـطـلـق الرُّوح في مَدِّهِ = إلـى عـالـمٍ قـبـلـه لم يُرَم
فـأشـهـدُ عـودَة خـيرِ الأنامِ = إلـى هـا هـنا في ليوثِ الأجَم
وقد ذلّلَ اللهُ أعـداءَهُ = فـلـيـس لـهـم دونه مُعتصَم
يـقـول لـهم: ما تظنونَ بي؟.. = فـيَـضـرَعُ كـلُّـهـم في ندم:
ألـسـت الـجوادَ الذي لا يَزال = يُـقـابـل زلاتِـنـا بـالكرم!
أخٌ فـوقَ مـا قـد عَهِدنا الإخاءَ = وفـاءُ وبِـرّاً بـحـق الـرَّحِم
فـيـرسـلُـهـا بُشرياتٍ سرتْ = بـسـمـعِ الزمانِ كأشهى النَّغَم:
ألا فـاذهـبـوا.. أنـتم الطُّلقاءُ = ولا تـجـزعوا.. لستُ بالمنتقم
ويُـومي لرمزِ الضلالِ الذي = عـلـى الـبيت منذُ "لُحَيٍّ" جَثَم
فـتَـهـوي الطواغيتُ من فوقهِ = مـنـكَّـسـةً بـعـد ذاك العِظَم
كـذلـك يـعـلو بناءُ الأباطيلِ = حـتـى إذا الـحـقُّ جاءَ انهدَم
ويُـزجـي بـلالٌ نـشيدَ السماءِ = بـأعـلاه عَـذبـاً يَـهُزُّ الأصم
ولـكـنَّ "عتَّابَ" والحائرينَ = يَـرَون بـذاك انـتـهاكَ الحُرم
أعـبـدُ أمـيـةَ نـسلُ السوادِ = عـلا الـبيتَ!.. يا لَلبلاءِ العَمم!
ولا ريــبَ أن امــرءاً آثـرَ = الـحِـمـامَ عـلـى هذهِ لم يُلم!
ويَـهمسُ وابنيْ هشامٍ وحربٍ = حـديـثـاً يَـفـيضُ بمثلِ اللَّمَم
وقـد حـسِـبـوا أنـه قد ثَوى = بـأعـمـاقِـهـم حيث لا مُقتَحَم
ولـكـنـهـم فـوجـئوا بالنبيِّ = يُـمـيـط الـلـثامَ عن المُكتتَم
يُـنَـبِّـئـهـم بـالـذي غَيَّبتْ = صـدورُهـم مـن رهيب الكَلِم
فـلا يـسـتـطـيعونَ رداً وقد = دَرَوا أنـه الـحـقُّ مـن ربهم
ووافـى "فَـضـالةُ" مستخفياً = ويُـخـفـي وراء الرداء الخَذِم
يُـمـنِّـي "مَـنـاةَ" بـألاّ يعودَ = إذا لـم يـخـضِّبه من خيرِ دم!
وأطـمـعَـه أنْ رأى المصطفى = نَـجـيَّ الإلـهِ لَـدَى الـمُلتَزَم
فـأحـكـمَ قـبضتَه في الحُسامِ = وراحَ يُــراقـبُـهُ مـن أمَـم
وهـمَّ ولـكـنْ سـرتْ رِعـدةٌ = بـه تـتـلاشـى لـديـها الهِمَم
ولـمـا أتـمَّ الـرسولُ الصلاةَ = تـطـلـعَ فـي وجـههِ وابتسم
وأدنـاه يـسـألـهـ: مـا بهِ؟ = فـلـم يـبـدأ الـرد حتى وَجَم
فــمـدَّ إلـى صـدره راحـةً = بـلـمـسـتـهـا كم شَقاءٍ حَسَم
وعـاد (فَـضـالـةُ) في غَمرةٍ = مـن الـوَجـدِ فوق مجالِ الحُلُم
ولـيـس أحـبُّ إلـى قـلـبهِ = مـن المصطفى بعدَ مُحيي الرّمَم!
فـفـي لـحـظةٍ طَهُرت روحُه = فـلـيـس لها في سوى الله هَمّْ
ويـعـبـرُ بـامـرأةٍ طـالـما = غَـزَتْ قـلـبَـه قـبلَها فانهزم
فـتـهـتـفُـ: هـيّا إلى شأنِنا = ويـهـتـفُ: يأبى الهدى والشَّمَمْ
تَـنَـحَّـيْ فـبالحقِّ ثاب النُّهى = وبـالـنـور ليلُ الضلالِ انحسَم
ولـن يـنـكأ الإثمُ جرحاً أُمِرَّتْ = يـدا أحـمـدٍ فـوقَـه فـالـتأم
ولـن يـقربَ الغيُّ صدراً أضاء = جـوانـحَـه حـبُّ خـيرِ الأمم
وأمضي وأمضي، ولولا الأذانُ = تـوالـتْ رؤاي فـلـم تَـنفصِم
فـلـيـت مـواكـبَـها لم تَكُفَّ = وأحـلامَـهـا البيضَ لم تنصرم
ولـكـن حـبـيبٌ نداءُ الصلاةِ = ولا سـيـمـا فـي ظلالِ الحَرَم

خالد 20 Feb 2008 03:58 PM

حسن الأمراني
 
الشاعر : حسن الأمراني

مـن وحي مكة تزدهي أشعاري = وتـفـيـض لحنا رائقا أوتاري
الـوحـي مـنـها جاءنا متلألئا = فـازدانـت الآفـاق بـالأقـمار
لم يبق في الأرض الفسيحة بقعة = إلا ارتـوت مـن دافـق الأنوار
فـانجابت الظلمات وازدهت الدنا = ألـقـاًً،وزان الطيب خير جرار
فـله بأرض الروم شمس حقيقة = ولـه بـأرض الـهند نور سار
إقـبـال لـمّا مس خافقه ارتوى = عـشقا، ففاض السحر في القيثار
لـولاه لـم تـشرح حمامة أيكة = أشـواقـهـا لـلدوح والأزهار
ولـما استرق العشق قلب فراشة = فـهـوت مـسـبّحة بقلب النار
أخـتـاه إن نـعـشق فإن إمامنا = قـدمـا أتـى العشّاقَ بالأخبار:
من عفّ في درب المحبّة وارتدى = حـلل التقى،أضحى بخير جوار
أخـتاه، نور الحق يهْدي خطونا = والـنور في الصحراء نهر جار
غنيتْ قلوب الناس يا أخت التقى = حـبـاَ، فما اغتروا بسحر نضار
هـل كان غير الحبّ يملأ دربنا = بـالـحسن، بالخيرات،بالإيثار؟
نـبـنـي الحضارة عزة ومهابة = لـكـنّ حـبّ الله خـير شعار

خالد 20 Feb 2008 04:07 PM

شريف قاسم
 
الشاعر : شريف قاسم
مكة المكرمة

عـلاكِ يـامـكة الإسلام في الأُممِ = أغـنـاه وحيُ السّما بالنورِ من قِدمِ
وطـال مـجـدُكِ فـيَّاضًا بلا كدرٍ = بـواسـعِ الجودِ في الدنيا وبالقيمِ
رحـيقُ مُزنِ المُنى من فيكِ أعذبُه = يُـشفَى به الدَّنفُ العاني من الوصمِ
ولـلـمـثاني وقد جاشتْ مشارعُها = لـم يُزْرَ سلسلُها من شدَّةِ الغتمِ
فـأنتِ قطبُ الرَّحى في كلِّ مفخرةٍ = إذْ أنـتِ في حُللٍ أو أنت في شيمِ
وقـد حـبـاك إلـهُ الكونِ من كرمٍ = فـيـه الـمـآثـرُ لم تقترْ ولم تجمِ
مـطـافُ بـهجتِكِ : التوحيدُ زينتُه = بـه الـنجاةُ مع البشرى لمعتصمِ
سلمتِ يومَ اعتدى من قبل أبرهةٌ = ورُدَّ ، والـفـيـلُ لايلوي على قدمِ
أخزاه ربُّ الورى ، والجيش أهلكه = رمـيُ الأبابيلِ في الوادي من الحِممِ
يحميك ربُّكِ طول الدهرِ من محن = ومـن غـزاةٍ ، وعـينُ اللهِ لم تنمِ
وفـتـحُ ربِّـك مـا تـرجوه أُمتُنا = إذا الـشـدائـدُ أعـيـتْها بمصدمِ
نـأتـي إلـيـك وقُبحُ الذَّنبِ أثقلنا = لـكـنْ نـؤوبُ بـلا ذنبٍ ولا تهمِ
مـشـاعـرُ الحجِّ بالأنوارِ تغمرُنا = وبـالـسرورِ جرى من نائلِ الكرمِ
يسمو الإخاءُ بها في حُسنِِ صورتِه = مـودَّةً خـلـصـتْ للهِ لم تثمِ
والـناسُ قد راضهم دينٌ و وحَّدهم = عـلـى الـهـدايةِ والإيثارِ والشَّممِ
فـفـيـك بيتٌ سمتْ بالطُّهرِ رفعتُه = مـبـاركُ الـنـفحاتِ اعتدَّ بالعِظَمِ
بـيـتُ النَّدى والهدى والتَّوْبِ بوَّأه = ربُّ الـبـريَّـةِ فـيها خيرَ مغتَنَمِ
فـلا مُـكـاء ولا في البيتِ تصدية = ولـيـس مـن نُصُبٍ فيه ولا صنمِ
دانـتْ لـه أُمَّـةُ الإسـلامِ قاطبةً = مـن الأعـاربِ والإفـرنجِ والعجمِ
وكـلُّ مَـنْ أَمَّـهُ بـالصدقِ أكرمه = بـالـبـرِّ خـالقُه من فضلِه العممِ
ومَـنْ تـوجَّـه لـلـرحمنِ أكسبَه = صـدقُ الـتَّـوجُهِ نورًا غيرَ منكتمِ
وعـاشَ في فيءِ خيرٍ آمنا وهدى = لـلـه لا لـلـهوى المنسوجِ بالغُمُمِ
ومَـنْ أتـى لـخـداعٍ باءَ مندحرًا = بـالـخزيِ يرسُفُ فيه سيئ الرَّسمِ
مـكـانـةُ البيتِ أسمى عند بارئنا = مـن كـلِّ مـحـدثةٍ جاءتْ بغيِّهِمِ
ألـيـسـتِ الـقـبلةُ الغرَّاءُ كعبتَنا = ولـلطوافِ بها معنى لذي الحِكمِ ؟!
والـحـجُّ والـعمرةُ امتازا لأهلهما = بـوافـرِ العفوِ يشفي القلبَ من سقمِ
والـنـفـسُ طهَّرها غفرانُ خالقِها = مـن زلَّـةٍ عظمتْ أو سوءِ ملتطمِ
يـعـودُ مَن حجَّ مغفورَ الذُّنوبِ له = فـي الـحشرِ منزلةٌ أبهى من الأُطُمِ
مـسـتـبـشرا بنعيمٍ ليسَ يُفزعُه = يـومٌ تـشـيبُ به الولدانُ من دُهُمِ
فـقـد قـلى المللَ النكراءَ في زمنٍ = تـوشَّـحـتْ فيه ذاتُ الظُّلمِ بالظُّلَمِ
يـامـكَّة الأمنِ والإيمانِ ما برحتْ = قـلـوبُـنـا تفتدي دينَ الهدى بدمِ
لـسـنا المجازيعَ إن حلَّتْ بنا محنٌ = ولـن نـهـونَ لـشَّرٍ غيرِ منحسمِ
جـئـنـا نـحـجُّ وفي أحنائنا ألأمٌ = مـن الـسـنين التي أنَّتْ من الألمِ
نـرومُـه فـرجًـا من عندِ بارئِنا = إذ شـابَ مـفرقُنا من وطأةِ الغسمِ
والـلـيـل طـال على آفاقِ أُمتِنا = وطالَ عبءُ السُّرى في غيهبِ السَّأمِ
يـامـكـةُ : الأملُ الممراحُ ناغمنا = والـروحُ تهزجُ رغمَ الضِّيقِ بالهممِ
مـازال فـي البيِّناتِ النُّورُ يمنحُنا = أحـلـى الـيقينِ بما للدينِ من ذِممِ
نـطـوفُ بالبيتِ أو نسعى وأدمعُنا = فـي غيرِ هذا الحمى لم تجرِ أو تهمِ
وهـاهـنـا العبراتُ اليومَ نسكبُها = حـبًّـا وخوفًا وشوقًأ غيرَ منصرمِ
وفـي سـنى عرفاتِ الخيرِ هيدبُه = روَّى جـوانـحَـنـا من وابلٍ هممِ
عـسـى الـرحيمُ الذي ناجتْه أفئدةٌ = يـمـنُّ بـالعفوِ فالآمالُ لم تئمِ
تـبـاركَ اللهُ يـومَ اخـتارَ كعبتَه = فـي بـطـنِ واديك إذ واتاه بالنَّعمِ
مـشـى الـنبيُّ به فاخضرَّ مبتهجًا = بـشـرعـةِ اللهِ ذا جودٍ على الأُممِ
يـاربِّ جـنِّـبْهُ من شرٍّ ومن فتنٍ = واحـفـظْ مـشاعرَه بالأمنِ والسَّلمِ
واحـفـظْ شـريعتَك الغرَّاءَ عاليةً = وانـصـرْ بها ركبَنا في كلِّ مقتَحَمِ
لـم نحنِ هامتَنا في وجهِ مَنْ ظلموا = ولـلـفـجـائـعِ صولاتٌ وللدُّهمِ
وإنـهـا وجـأتْ أكبادَنا ، وطوتْ = قيودُها اليومَ أهلَ الفضلِ بالنَّخمِ
وعـرَّجـتْ بـرزايـاها على قيمٍ = فـي كـفِّ مـفتَتَنٍ من قومِنا خصِمِ
لـكـنَّـنـا وهدى الرحمنِ يعصمُنا = مـن غـيِّ مـنزَلَقٍ للمفسدين نُمي
قـد انـتـضـينا لها أسيافَ عزَّتِنا = باللهِ فـاسـتدبرتْ في ثوبِ منفحِمِ
مَـنْ كان من زمزمِ التوحيدِ مشربُه = فـلـيـس يـرهـقُه ميدانُ بغيِهِمِ
ومَـنْ مـشـى خلفَ هادينا وقائدِنا = مـحمَّدِ المصطفى لم يخشَ من حدمِ
لـلـدهـرِ دورتُـه ، فانظرْ تقلُّبَه = بـإذنِ ربِّك ذي الأقدارِ عن كثمِ
واصـبـرْ لـحكمتِه في كلِّ حالكةٍ = فـأنـتَ بالدينِ والتقوى على القِممِ
تـهـافـتتْ قوَّةُ العادي وما ملكتْ = إلا الـبـوارَ بـتـيهِ العارِ والرَّغمِ
فـاسـتـبشري أُمَّةَ الإسلامِ إنَّ لنا = ربًّا يغارُ على الأخيارِ والعُصُمِ
لـن يـفلتَ البغيُ من آتي عقوبتِه = وإنْ تـحـصَّـنَ بـالأجنادِ والأجمِ
مـازال ربُّـك بالمرصادِ فانتظرنْ = يـومَ الـخـلاصِ ففيه البرُّ بالقسمِ

خالد 20 Feb 2008 04:28 PM

النتشة
 
الشاعر : أبو المعتصم بالله يوسف النتشة
نورٌ من الحرمين

أتـاني من حمى الحرمين نور ُ = بـأنـسـام مـطـهـرة يزورُ
تـرِف ُ لـه الملائك خاشعات ٌ = تـحـف ُ به الأزاهر والطيور ُ
فـتـلـبـيـة وتـكبير ٌ وذكر = وألـحـان ٌ يـميس لها الأثير ُ
وحـطَّ رحـاله بصميم ِ قلبي = فـكـاد شـغـافـه لهفا يطيرُ
وهـدهـد َ مقلتي الحرّى ضياه = وكـفـكـف عبرتي منه العبيرُ
ألا يـانـور كـعـبـتنا أغثني = فـحسبي ما تضيق به الصدور ُ
وهـب لي جذْوة ً تحيي كياني = لـعـل شـمـوع أيامي تنير ُ
يـسـيـر الناس حجا واعتمارا = وأرمـقهم ْ ... ولكن لا أسير ُ !
ويـمـضي العمرعاما بعد عام = وقـلبي رهن َ غصّته أسير ُ !
يـراوح ُ بين حرمان ٍ وشوق ٍ = وتـحصره البنادق ُ والجُسور ُ
فـيا ركب الحجيج إليك وجدي = نوى ً في أضلعي وأسى ً يثورُ
ركـبـتم بحرَكم رهوا ً وبحري = عـبـاب ٌ فـي مواجعه يمور ُ
فـهـل ْ لي نسمة من عطر طه = عـسـى قلبي بنفحتها يدورُ ؟
وهـل لي عرق نخل من رباها = يـظلل مهجتي وندى ً طهور ُ ؟
فيـانـور الحجاز َ فداك روحي = وقـلـبي والجوانح ُ والشعور ُ
وحـسـبي ياصديقي َ ما دهاني = مـن الزفَرات ِِ .. والله البصيرُ
فـخذني في جناحك خفقَ صب ٍ = فـإن جـنـاح أحلامي كسير ُ
وهب لي في رحالك عش َّ قلب ٍ = فـيـحـمـلني وقد عزّ المسيرُ
أطـوف الـبيت سبعا ثم أسعى = أدور مـع الـحجيج كما تدور ُ
وأشـرب زمزما تسري بروحي = لِـما شربت ْ.. ويكفيني العبير ُُ
وأسـجد في المقام شغاف قلب ٍ = فـيـا للقلب ... والدنيا شعورُ
أكَـبـرُ خـالـقـي وله ألبي = أنـاجي الطير.. ألثمه... أطير ُ
أمـتـع ناظري َّ بكل صوب ٍ = وأمـضـي حـيثما قلبي يُشير ُ
وأسـكـب نبع أشواقي وحبي = حـنـانا ليس ينضب أو يغور ُ
فـهل تخبو المواجع في فؤادي = ويـسـكن ُ في مكامنه الهديرُ ؟
وهـل يا زائري يصفو زماني = ويـبسم في جناحيك البشير ُ ؟
وأنـعم ُ في حمى الحرمين يوما = بـمـا يـهوى الفؤاد ويستجير ُ
فـتـزهـرُ بين جنبي َّ الأماني = ويشرق فجر أحلامي النضير ُ ؟

خالد 20 Feb 2008 04:33 PM

محمّد الروكي
 
الشاعر : محمّد الروكي
في ظلال رحلة قدسيّة

لمكّـة أشواقٌ تَهُـزُّ حياتي = وأطيب أنفاسٍ من النفحاتِ
وفي مكّة الغرّاء بيتٌ وقبلةٌ = نُيمّمها بالطُّهر في الصَّلواتِ
لمكّة في قلبي مقامٌ مُعظّـمٌ = أديـنُ به لله في الخلـواتِ
لمكّة في عقلي مكانٌ مقدّسٌ = أقوم به للفكر في الجلـواتِ
لمكّة في عيني سوادٌ وبُؤبو = فلستُ أرى إلا بها خطواتيِ
سلامٌ وأشواقٌ وألفُ تحيّةٍ = لمكّة أزجيها مع العبـراتِ
سلامٌ على أرض الحبيب محمّدٍ = يبلغه منّي شذى بسماتـي
ألم تَرَنِي لمّا دُعيتُ لندوةٍ = بها سبقت أنفاسيَ الحركاتِ
من المغرب الأقصى توجّهتُ شطرها = أُغالبُ أوهاق السُّرى بثباتِ
إلى ندوةٍ ألقَتْ علينا ظلالها = تلقّفها الأسماع في سكناتِ
بحوثٌ وأفكارٌ شَفَيْنَ غليلنا = وجَلَيْنَ للأخلاق منكشفاتِ
تطارحها بالجِدِّ والحُبِّ صفوةٌ = من العلماء المخلصين ثقاتِ
وتَوَّجَها من بعد ذلك حَجَّةٌ = مع الإخوة الأخيارِ والأخواتِ
سعينا إليها مُحْرِمين جماعة = نُلبّي ونستهدي إلى عرفاتِ
إلى عرفاتِ الله حطّت قلوبنا = نطهّرها بالذكر والدّعواتِ
ولمّا أناخ الليل فينا بِكَلْكَلٍ = نفرنا ازدلفنا نجمع الحصياتِ
وسرنا إلى موجِ الحجيج إلى منىً = رمينا بها في منتهى الجمراتِ
ورُحنا إلى البيت الحرام تلهُّفًا = نطوف ونسعى نبتغي الرحماتِ
فيا ربّنا اقبلها حنانيك حجّة = وأجْزِل لنا فيها من الحسناتِ
ويا ربّنا اجعلها بفضلك توبة = نَصُوحًا تُزيحُ الغَمَّ والكُرُباتِ
ويا ربّنا اكتب لي بمكّة عودة = أروي بها منها صدى زفراتي
فمكّة تجري في دمائي وأعظُمي = ومكّة أَفْديها بكلّ حيـاتي
فيا ربّـنا فاشهـد فإنّـي أُحبُّها = بقلبي وأنفاسي ومجمعُ ذاتي
ويا ربّنا فارجع إلى الرُّشد أمّة = تزُجُّ بها الأهواء في النكباتِ
فهذي فلسطين الحبيبة تصطلي = بنارٍ مبيدٍ للسلام وعاتِ
وهذي بلاد الرَّافدين تدفقت = عليها دماءٌ تُسْتَقى بتراتِ
وهذي بلادُ الله شرقًا ومغربًا = تنوء من الآهاتِ والحسراتِ
فيا مكّة الأنوار جودي بعطفةٍ = على أمّةٍ تنسابُ في الفلواتِ
ويا مكّة القرآن مُدّي لها يدًا = تُخَلِّصُها من سطوةِ الغمراتِ
أعيدي إليها النور بعد دُجُنَّةٍ = ورُدّي إليها الصحو بعد سباتِ

خالد 20 Feb 2008 04:39 PM

الصابوني
 
الشاعر : محمد ضياء الدين الصابوني
يا أهل مكة

أتيت بيتك يا رباه في ظمأ = وحرقة الشوق في الأضلاع تكويني
وطفت بالبيت والأشواق عاصفة = والحب يدفعني والوجد يدنيني
فموجة من حشود القوم تقذفني = وموجة من كرام الناس تقصيني
حتى إذا بلغت نفسي ملامسه = من بعد لأي وجهد كان يضنيني
قبلته وفؤادي كله لهف = وخلت روحي تسمو في عليين
كم قبلته شفاه قبلنا سلفت = من الصحابة والغر الميأمين عقيل
شعرت أني قد قبلت ثغرهم = وأنني هائم مثل السلاطين
أتيت بيتك في شوق وفي لهف = ونشوة الحب للتقبيل تغريني
يا أهل " مكة " حيا الله عنصركم = أنتم كرام ومن قوم وفيين
أجدادكم فتحوا الدنيا بعدلهم = كانوا مع الحق في كل الأحايين
يا أهل " مكة " إني قد عرفتكمُ = أهل الصلاح وأهل الفضل والدين
أني أكِنُ لكم حبا وعاطفة = وصادق الود في عمق وتمكين
ما فكر القلب يوما في سلوكم = لا والذي خلق الإنسان من طين
لكم وددت بان أحظى بقربكم = وأن أكون كليلي للمحبين
هل تذكرون لقاء ضم صفوتكم = وإن قلبي فيكم جد مفتون
وكم قضينا سويعات السرور معا = والدهر ذو شدة حينا وذو لين !
أحباب قلبي انتم منتهى أملي = وكم تمشى هواكم في شرايني
أن لم تريحوا فؤادا من هواجسه = فمن لقلب طويل البث محزون ؟
يا جيرة " البيت " أن الله فضلكم = و ( أهل طيبة ) بالتقوى والدين
عرفتكم فعرفت الفضل شيمتكم = ونلت بركم كل الأحايين
وكم غمرتم نفوساً في محبتكم = لا زلتم موئلا للمجد في الدين
لاعيب فيكم سوى أن الغريب بكم = يقضي الليالي في أنس وفي لين
صلى الإله على الهادي وعترته = ( محمد ) صاحب الأخلاق في ( نون )


الساعة الآن 09:38 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi