نيكولا بوسان (بالفرنسية: Poussin Nicolas)
(عاش 1594-1665 م) هو رسّام فرنسي،
عاش أغلب فترات حياته في مدينة روما.
أظهر في أولى أعماله (إلهام الشاعر، وغيرها)
والتي أنجزها في إيطاليا،
تأثره بالرسَّام الإيطالي تيتيان.
تحول بعدها إلى المدرسة الكلاسيكية، صارت
أعماله أكثر دقة وتجلت فيها مدى سعة اطلاعه وعمق معارفه
(رُعاة أركاديا، 1650-1655 - إلْيِزر ورِبيكا،
1648). وَضَع في رسوماته المنظرية (نسبة للمناظر الطبيعية)
جوا من الشاعرية الساحرة (الفصول الأربعة، متحف اللوفر).
كان له تأثير كبير على فن الرسم
في القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين في أوروبا
وُلِدَ بوسان في أور بالقرب من ليزاندلي، قرب روان بفرنسا.
ورحل إلى باريس وهو في الثامنة عشرة من عمره ليصبح رسامًا.
إلا أنه لم يطور أسلوبه الخاص به،
ويحقق النجاح إلا عندما سافر إلى إيطاليا بعد 12 عامًا.
وأمضى في روما بقية حياته تقريبًا.
وكان ثمة طلب شديد على لوحات بوسان خلال فترة حياته وبعدها.
وشأن كل الرسامين الجيدين في عصره،
رعاه أرستقراطيون، وتبوأ منصب الرسام الأول لملك فرنسا.
استوحى نيكولا بُوسان لوحاته عن أركاديا
من الأدب الكلاسيكي. وأودع فيها صورا
لجمال مثالي وخالد يظهر فيه الشخوص بهيئات نبيلة
وبملامح تشبه شكل التماثيل القديمة.
وعندما تتأمّل صوره عن الطبيعة الرعوية،
سرعان ما تكتشف سحرها وقوّتها التعبيرية الكبيرة
والمزاج الشعري والحالم الذي تصوّره.

يُعزى الفضل لـ نيكولا بُوسان في إضفاء مسحة كلاسيكية
على الرسم في فرنسا. ومن اجل تلك الغاية،
ذهب إلى روما وأقام فيها سنوات طوالا.
هناك، وضع رسم الباروك في قلب العالم القديم.
لكنه اظهر الجانب المظلم من أركاديا عندما شكّك في التصوّرات القديمة
عن بساطة الحياة الرعوية والريفية في اليونان القديمة.
كان يرى العالم القديم عالما متخيّلا وكان ينظر
إلى أركاديا كمكان ساذج أكثر من كونه مكانا مثاليا.
وكان منافسه في رسم الطبيعة آنذاك هو مواطنه
كلود لوران الذي جعل ضوء الشمس نفسه فكرة كلاسيكية.
الطبيعة كانت وسيلة بُوسان المفضّلة للتعبير عن أفكاره وقناعاته.
وقد كان يرسمها كي يؤكّد على إحساسه بالمكان.
وتكثر في لوحاته مشاهد الرعاة والبحيرات والجبال والأشجار والأوراق
التي تطوّحها الريح. وبعض شخوصه يصوّرهم بعضلات كثيرة،
لكنهم يبدون كما لو أنهم يفتقرون إلى هياكل عظمية صلبة.
وفي لوحاته، كلّ عنصر له وظيفته. حتى الظلال لها شخصيّتها المستقلّة
داخل البناء العام للوحة. كما أن كلّ شيء يبدو في حالة حركة.
فالطبيعة عند الرسّام هي تعبير عن حركة الإنسان وعن عقله الواعي والنشط.
والغابات في بعض لوحاته تخلو من الطيور والحيوانات
ما لم يكن لها دور تلعبه في حياة الإنسان.