هاشم اولياء السيد
01 Sep 2007, 04:54 PM
________________________________________
صورة المجتمع المكي في كتابات الرحالة في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري
عبداللطيف محمد الصباغ
تسعى هذه الدراسة لرسم صورة المجتمع المكي من خلال ما اشتملت عليه كتابات الرحَّالة - الذين زاروا مكة في الفترة المذكورة - من مظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. وفي مقدمة هؤلاء المستشرق الهولندي هورخرونيه، والضابط الروسي دولتشين، والياباني تاكيشي سوزوكي، وعدد من العرب المسلمين منهم البتنوني، وإبراهيم رفعت، وهيكل، والراعي. وتدور الدراسة حول أربعة محاور أساسية يسبقها تمهيد؛ يقدم المحور الأول طبقات المجتمع المكي وأنشطتهم، ويعرض المحور الثاني صورة الأسرة والعادات والتقاليد السائدة، ويلقي المحور الثالث الضوء على الأمراض الاجتماعية، أما المحور الرابع فعن المؤسسات الاجتماعية والترفيهية والتعليمية. وتعتمد هذه الدراسة على كتابات الرحَّالة، ومن ثَمَّ تستمد المعلومات الواردة بعض أهميتها من مكانة هؤلاء الرحّالة، وطبيعة رحلاتهم، وفترة بقائهم في مكة، لذا كان لزامًا علينا أن نُعَرِّف بهؤلاء الرحَّالة في تمهيد مختصر، كما نُضَمِّن التمهيد صورة العمران في مكة إبان فترة الدراسة، بصفته مظهرًا لحركة المجتمع. 1 - أشهر الرحَّالة الذين زاروا مكة في فترة الدراسة زار مكة المكرمة في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري عدد لا بأس به من الرحّالة العرب والأجانب، منهم من اقتصر في كتابته على مناسك الحج والعمرة، ومنهم من سجل كل ما وقعت عليه عيناه، والفئة الأخيرة هي المعنية بالدراسة هنا، ومن هؤلاء: كريستيان سنوك هورخرونيه
(67-101)
بعض علماء مكة المكرمة وعلاقتهم بالحركة العلمية في الطائف خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين
سليمان بن صالح آل كمال
ظهرت العلاقة بين علماء مكة المكرمة والطائف منذ صدر الإسلام، حيث جمعت بين هؤلاء العلماء رابطة العلم، وقد أخذوا على عواتقهم تعليم أبناء مجتمعهم وتثقيفهم(1). وتزداد هذه العلاقة بينهم في فصل الصيف حين تردد علماء مكة بعوائلهم على الطائف للاصطياف، لما تشتهر به من جو عليل، وبساتين غناء جميلة، أشجارها محملة بالثمار المشهورة بمذاقها اللذيذ، فما أن يقترب هذا الفصل من كل عام إلا ونراهم يحطون رحالهم في ربوعه - فتلكم كانت لهم عادة - وأثناء إقامتهم يجتمعون بعلماء الطائف وأدبائه؛ فيتبادلون معهم المعلومات والآراء العلمية مع استمرار دورهم وعطائهم العلمي بإقامة دروسهم التي كانت لهم بمكة المكرمة في مساجد الطائف المشهورة - كمسجد عبدالله بن عباس رضي الله عنهما وغيره من المساجد - وفي دورهم(2). ومن خلال تراجم العلماء المكيين وطلابهم نقرأ العبارات الآتية(3): "وحفظت عليه جانباً من القرآن الكريم، وذلك بالطائف"، "ثم صار يصيف في الطائف في بعض السنين"، "وذهب بعائلته إلى الطائف في صيف السنة المذكورة"، "ويصيف في بعض الأعوام بالطائف، ويشتغل شيخنا المترجم بنفع العباد"، "وطلع إلى الطائف في أوائل شعبان، فمرض هناك، وتوفي بالطائف"، "ورحل إلى الطائف في أيام الصيف"، "وما زال شيخنا ملازما داره التي هي ملاذ القاصدين، وملجأ الطالبين، داعياً إلى الله بحاله ومقاله، متردداً ما بين مكة والمدينة والطائف"، "وكان يتردد إلى الطائف بعائلته في أيام الصيف جملة سنين"، "ولم يرحل لغير مصر إلا في تردداته إلى المدينة المنورة، وإلى الطائف في بعض السنين، واجتمع بمشايخ أجلاء"، "وقرأت عليه جانباً من القرآن الكريم بالطائف ومكة".
(103-123)
التواصل الحضاري بين الحجاز وأرخبيل الملايو - رحلة الحاج عبدالماجد زين الدين إلى الأراضي المقدسة نموذجاً
أحمد أبو شوك
استطاع الإسلام عبر مسيرته الدعويَّة المتواصلة أن يحدث تحولاً عقديًا في عالم الملايو، تجلت معالمه الرئيسة في الاعتقاد بوحدانية الله سبحانه وتعالى، والإقرار بقدسية القرآن الكريم بوصفه أول كتاب سماوي حمل لشعوب الملايو الأمية ثوابت عقيدة التوحيد ذات الإطار الشمولي في تحديد ضوابط الحياة الإنسانية. ومن أهم الشعائر التعبدية التي أسهمت في توطين هذه القيم الحضارية في أراضي الأرخبيل هي شعيرة الحج، التي كانت وما زالت تُعدُّ بمثابة حلقة وصل جامعة، تجسد عطاؤها في توثيق عرى الترابط الروحي والمادي بين مهبط الوحي وعالم الملايو، والرحلة بين الطرفين كانت تمثل فصولاً مثيرة من التواصل الاجتماعي والتلاقح الثقافي في رحاب الهجرة في سبيل الله. أما أداء الشعيرة في حد ذاته فقد كان مزيجًا خلاقًا يجمع بين دفتيه مقاصد الإسلام المتمثلة في إقرار مبدأ التوحيد والإعلان الصريح بخاتمية الرسالة المحمدية، وفي أداء الصلوات الجامعة في الحرمين الشريفين، وفي بذل المال في مصارفه المشروعة. زد على ذلك أن تحلُّق المسلمين حول البيت العتيق كان يعني لجمهور الحجيج الملايوي تثمينًا حقيقيًا لقيمة التوحيد التي تسقط عندها التعددية والتنوع العرقي للشعوب الإسلامية، ويبقى التوحد والتوحيد هما شعارا تلك التظاهرة الأممية التي تتجلى مفرداتها في نداء التلبية: "لبيك اللهم لبيك... لبيك لا شريك لك لبيك... إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك".
صورة المجتمع المكي في كتابات الرحالة في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري
عبداللطيف محمد الصباغ
تسعى هذه الدراسة لرسم صورة المجتمع المكي من خلال ما اشتملت عليه كتابات الرحَّالة - الذين زاروا مكة في الفترة المذكورة - من مظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. وفي مقدمة هؤلاء المستشرق الهولندي هورخرونيه، والضابط الروسي دولتشين، والياباني تاكيشي سوزوكي، وعدد من العرب المسلمين منهم البتنوني، وإبراهيم رفعت، وهيكل، والراعي. وتدور الدراسة حول أربعة محاور أساسية يسبقها تمهيد؛ يقدم المحور الأول طبقات المجتمع المكي وأنشطتهم، ويعرض المحور الثاني صورة الأسرة والعادات والتقاليد السائدة، ويلقي المحور الثالث الضوء على الأمراض الاجتماعية، أما المحور الرابع فعن المؤسسات الاجتماعية والترفيهية والتعليمية. وتعتمد هذه الدراسة على كتابات الرحَّالة، ومن ثَمَّ تستمد المعلومات الواردة بعض أهميتها من مكانة هؤلاء الرحّالة، وطبيعة رحلاتهم، وفترة بقائهم في مكة، لذا كان لزامًا علينا أن نُعَرِّف بهؤلاء الرحَّالة في تمهيد مختصر، كما نُضَمِّن التمهيد صورة العمران في مكة إبان فترة الدراسة، بصفته مظهرًا لحركة المجتمع. 1 - أشهر الرحَّالة الذين زاروا مكة في فترة الدراسة زار مكة المكرمة في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري عدد لا بأس به من الرحّالة العرب والأجانب، منهم من اقتصر في كتابته على مناسك الحج والعمرة، ومنهم من سجل كل ما وقعت عليه عيناه، والفئة الأخيرة هي المعنية بالدراسة هنا، ومن هؤلاء: كريستيان سنوك هورخرونيه
(67-101)
بعض علماء مكة المكرمة وعلاقتهم بالحركة العلمية في الطائف خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين
سليمان بن صالح آل كمال
ظهرت العلاقة بين علماء مكة المكرمة والطائف منذ صدر الإسلام، حيث جمعت بين هؤلاء العلماء رابطة العلم، وقد أخذوا على عواتقهم تعليم أبناء مجتمعهم وتثقيفهم(1). وتزداد هذه العلاقة بينهم في فصل الصيف حين تردد علماء مكة بعوائلهم على الطائف للاصطياف، لما تشتهر به من جو عليل، وبساتين غناء جميلة، أشجارها محملة بالثمار المشهورة بمذاقها اللذيذ، فما أن يقترب هذا الفصل من كل عام إلا ونراهم يحطون رحالهم في ربوعه - فتلكم كانت لهم عادة - وأثناء إقامتهم يجتمعون بعلماء الطائف وأدبائه؛ فيتبادلون معهم المعلومات والآراء العلمية مع استمرار دورهم وعطائهم العلمي بإقامة دروسهم التي كانت لهم بمكة المكرمة في مساجد الطائف المشهورة - كمسجد عبدالله بن عباس رضي الله عنهما وغيره من المساجد - وفي دورهم(2). ومن خلال تراجم العلماء المكيين وطلابهم نقرأ العبارات الآتية(3): "وحفظت عليه جانباً من القرآن الكريم، وذلك بالطائف"، "ثم صار يصيف في الطائف في بعض السنين"، "وذهب بعائلته إلى الطائف في صيف السنة المذكورة"، "ويصيف في بعض الأعوام بالطائف، ويشتغل شيخنا المترجم بنفع العباد"، "وطلع إلى الطائف في أوائل شعبان، فمرض هناك، وتوفي بالطائف"، "ورحل إلى الطائف في أيام الصيف"، "وما زال شيخنا ملازما داره التي هي ملاذ القاصدين، وملجأ الطالبين، داعياً إلى الله بحاله ومقاله، متردداً ما بين مكة والمدينة والطائف"، "وكان يتردد إلى الطائف بعائلته في أيام الصيف جملة سنين"، "ولم يرحل لغير مصر إلا في تردداته إلى المدينة المنورة، وإلى الطائف في بعض السنين، واجتمع بمشايخ أجلاء"، "وقرأت عليه جانباً من القرآن الكريم بالطائف ومكة".
(103-123)
التواصل الحضاري بين الحجاز وأرخبيل الملايو - رحلة الحاج عبدالماجد زين الدين إلى الأراضي المقدسة نموذجاً
أحمد أبو شوك
استطاع الإسلام عبر مسيرته الدعويَّة المتواصلة أن يحدث تحولاً عقديًا في عالم الملايو، تجلت معالمه الرئيسة في الاعتقاد بوحدانية الله سبحانه وتعالى، والإقرار بقدسية القرآن الكريم بوصفه أول كتاب سماوي حمل لشعوب الملايو الأمية ثوابت عقيدة التوحيد ذات الإطار الشمولي في تحديد ضوابط الحياة الإنسانية. ومن أهم الشعائر التعبدية التي أسهمت في توطين هذه القيم الحضارية في أراضي الأرخبيل هي شعيرة الحج، التي كانت وما زالت تُعدُّ بمثابة حلقة وصل جامعة، تجسد عطاؤها في توثيق عرى الترابط الروحي والمادي بين مهبط الوحي وعالم الملايو، والرحلة بين الطرفين كانت تمثل فصولاً مثيرة من التواصل الاجتماعي والتلاقح الثقافي في رحاب الهجرة في سبيل الله. أما أداء الشعيرة في حد ذاته فقد كان مزيجًا خلاقًا يجمع بين دفتيه مقاصد الإسلام المتمثلة في إقرار مبدأ التوحيد والإعلان الصريح بخاتمية الرسالة المحمدية، وفي أداء الصلوات الجامعة في الحرمين الشريفين، وفي بذل المال في مصارفه المشروعة. زد على ذلك أن تحلُّق المسلمين حول البيت العتيق كان يعني لجمهور الحجيج الملايوي تثمينًا حقيقيًا لقيمة التوحيد التي تسقط عندها التعددية والتنوع العرقي للشعوب الإسلامية، ويبقى التوحد والتوحيد هما شعارا تلك التظاهرة الأممية التي تتجلى مفرداتها في نداء التلبية: "لبيك اللهم لبيك... لبيك لا شريك لك لبيك... إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك".